هل فكرت بالاستماع إلى موسيقى شبكة العنكبوت؟ إنها نغمات مخيفة تنذر بالخطر وتردد صداها، يكفي لإرسال ارتعاش في عمودك الفقري.
من الاتصال إلى البناء، قد تقدم شبكات العنكبوت أوركسترا من المعلومات، كما يقول ماركوس بولير، أستاذ الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لدراستها.
ونقلت وكالة "رويترز" عنه القول: "تستخدم العناكب الاهتزازات وسيلةً للتواصل مع البيئة، ومع العناكب الأخرى. لقد سجلنا هذه الاهتزازات واستخدمنا الذكاء الاصطناعي لندرس هذه الأنماط الاهتزازية وربطها بأفعال معينة، وتعلم لغة العنكبوت أساساً".
ابتكر بولير وفريقه من الباحثين نماذج ثلاثية الأبعاد لشبكات العنكبوت عندما كانت العناكب تقوم بأشياء مختلفة مثل البناء، والإصلاح، والصيد، والتغذية. ثم استمعوا إلى إشارات العنكبوت وأعادوا تكوين الأصوات باستخدام أجهزة الكمبيوتر والخوارزميات الرياضية.
وقال بولير: "إن العناكب كائنات مختلفة تماماً. ما تراه وتحس به ليس في الواقع مسموعاً أو مرئياً للعين البشرية أو الأذن البشرية. ومن خلال نقله (تقنياً) نبدأ في معاينة ذلك".
يأمل بولير أن يمكّن عمل فريقه البشر من فهم لغة العنكبوت والتواصل معه يوماً ما. ويقول: "الألحان هي في الحقيقة نوع العلاقات التي يختبرها العنكبوت أيضاً. ولذا يمكننا أن نشعر قليلاً مثل العنكبوت بهذه الطريقة".
هناك أكثر من 47000 نوع من العناكب، وجميعها تنسج شبكات الحرير لتوفير السكن وصيد الطعام. يقول العلماء إن الحرير من نسيج العنكبوت أقوى بخمس مرات من الفولاذ.
قال بولير إن البنية الحية لشبكة العنكبوت يمكن أن تؤدي إلى ابتكارات في البناء والصيانة والإصلاح، مضيفاً: "يمكننا أن نتخيل إنشاء نظام اصطناعي يحاكي ما يفعله العنكبوت".