اعتبر الممثل الأميركي شون بن، الجمعة، في مهرجان كانّ السينمائي، أنّ عدم مراعاة استديوهات هوليوود الكبرى كتّاب السيناريو المضربين أمر "غير لائق"، مؤكداً "دعمه الكامل" لحركتهم المطلبية.
بدأ الآلاف من كتاب السينما والتلفزيون الأميركيين إضراباً في الثاني من مايو/ أيار، بسبب فشل مفاوضات مع الاستوديوهات والمنصات الرئيسية، تتعلق بزيادة أجورهم، وبحد أدنى من الضمانات للاستفادة من وظائف ثابتة، وبحصة أكبر من الأرباح الناتجة عن الطفرة في خدمات البث التدفقي.
ورداً على سؤال حول هذا الإضراب الذي يشل هوليوود حالياً، قال الممثل والمخرج شون بن إنّ "القطاع هو الذي يشلّ كتاب السيناريو والممثلين والمخرجين منذ زمن بعيد جداً جداً"، معلناً "الدعم الكامل" لكتّاب السيناريو.
وأضاف الممثل الذي يؤدي بطولة فيلم "بلاك فلايز" Black Flies المشارك حالياً في مهرجان كانّ: "طُرحت مفاهيم جديدة كثيرة، بما فيها استخدام الذكاء الاصطناعي (لكتابة نصوص). يبدو لي أنه من غير اللائق أنّ هناك نوعاً من عدم الاهتمام من جانب المنتجين".
وسبق لشون بن (62 عاماً) أن دعم الكثير من القضايا. وتوجه إلى أوكرانيا حيث صوّر فيلماً وثائقياً عُرض ضمن مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط.
عرض فيلم "بلاك فلايز" للمخرج الفرنسي جان-ستيفان سوفير، مساء الخميس، ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان كانّ السينمائي، وتابع المتفرجون فيه الحياة اليومية للمسعفَين في نيويورك، أولي كروس (تاي شيريدان) وجين روتكوفسكي (شون بن)، في مواجهة عنف مدينة لا تنام.
وعرضت، الجمعة، ثلاثة أفلام في المسابقة، بينها عمل للتركي نوري بيلجه جيلان الحائز السعفة الذهبية عام 2014، وآخر للتونسية كوثر بن هنية صاحبة أول فيلم لبلادها ينافس على جائزة أوسكار، فيما دعت نقابة إلى تجمع أمام فندق شهير في المدينة احتجاجاً على نظام التقاعد في فرنسا.
يتناول جيلان في فيلمه موضوع التنمّر في الوسط المدرسي، وهو أيضاً محور فيلم "مونستر" Monster للياباني هيروكازو كوريدا الذي افتُتِحت به المسابقة الأربعاء. فجيلان الفائز بالسعفة الذهبية عام 2014 عن فيلمه "وينتر سليب" Winter Sleep، بعدما سبقه إليها مواطناه يلماظ غوني وشريف غورن عام 1982 عن "يول" Yol، عاد إلى المهرجان من خلال الفيلم الدرامي About Dried Grasses الذي تدور أحداثه في الأناضول، ويتناول مدرّساً يتعرض لاتهامات بمضايقات.
والجمعة أيضاً، عرض فيلم "بنات ألفة" الذي تتناول فيه المخرجة كوثر بن هنية قصة امرأة تونسية تواجه اختفاء اثنتين من بناتها الأربع. وتُعتبر هنية أحد أبرز وجوه الجيل الجديد للسينما المغاربية، وكان فيلمها "الرجل الذي باع ظهره" عام 2020 أول عمل تونسي يتأهل إلى المرحلة النهائية لجوائز أوسكار.
وتتزامن العروض والأنشطة الأخرى مع تحركات نقابية اجتماعية الطابع في كانّ، إذ إنّ فندق كارلتون المرتبط تاريخياً بالمهرجان، أعاد هذه السنة فتح أبوابه بعد ثلاث سنوات من توقفه عن العمل، وتشهد ساحته الأمامية تجمعاً ثابتاً لموظفي القطاع الفندقي احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد في فرنسا.
وليس هذا الموقع الخاص مشمولاً بقرار السلطات المحلية حظر أي تظاهرة في محيط جادة لا كروازيت. ولا تقتصر أهداف التحرك على رفض إصلاحات نظام التقاعد التي ستكون في قلب تظاهرة أخرى مقررة الأحد في مدينة كانّ، بل تحتج النقابات أيضاً على "ظروف عمل مائة موظف في كارلتون من إجمالي 600، محرومين من الضوء الطبيعي في الطبقة السفلية" من الفندق المصنف ضمن فئة النجوم الخمس.
وشهدت مدينة كان، الجمعة، لحظات درامية على هامش مهرجانها السينمائي، بعدما تفحصت الشرطة المحلية طرداً مشبوهاً تبين أنه حقيبة تركها أحد السياح في المكان. وقال المسؤول في الشرطة فيليب لوس إنّ الطرد المشبوه كان "حقيبة نسيها أحد السياح"، بعدما ضربت الشرطة طوقاً أمنياً في منطقة واسعة في محيط الموقع الذي يشهد فعاليات هذا المهرجان السينمائي العريق.
وجُنّد نحو ألف عنصر من الشرطة والحراس الأمنيين لتوفير حماية للمهرجان الذي يقام وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد سلسلة اعتداءات شهدتها فرنسا خلال العقد الأخير.
(فرانس برس، العربي الجديد)