طالب صحافيون وعاملون أميركيون في القطاع الإعلامي بـ"وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين بمن فيهم الصحافيون، وإنهاء الاحتلال العسكري لفلسطين ونظام الفصل العنصري في إسرائيل"، وذلك في افتتاحية نشرت في عدد من المواقع الإخبارية الثلاثاء، عنوانها "لهذه الأسباب على الصحافيين الحديث علناً عن غزة".
وانتقدوا المؤسسات الإعلامية الأميركية التي "فشلت على مدى عقود في توفير سياق تاريخي وتغطية متوازنة للاحتلال"، مشيرين إلى أن "التغطية الإعلامية التي تدافع عن العنف الإسرائيلي وتحجبه تدعم باستمرار دعاية الأقوياء، وتبرر عنف الصهيونية وعنف أقسام الشرطة والجيش والجناح اليميني المسيحي".
وركزوا على الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين في غزة التي تشهد عدواناً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مشددين على أن هذه "الممارسات ليست جديدة بل هي جزء من نظام احتلال وفصل عنصري وإبادة طويل الأمد، يعود تاريخه إلى ما قبل نكبة عام 1948". ونبهوا إلى أنه "من دون وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال العنيف، تظل حياة الفلسطينيين في خطر مستمر ومباشر، وتحديداً الصحافيين منهم".
وأضافوا أن "القمع الإسرائيلي للصحافة الفلسطينية يبين لنا ما ممكن حدوثه تحت ستار الديمقراطية. كما أنه يضفي شرعية على العنف في أنحاء العالم كافة، في ظل أنظمة أخرى حيث تدخلت وحمت الإمبريالية الأميركية و/أو الغربية الحكومات الاستبدادية، من هايتي إلى الفيليبين".
وحذروا من أن "ديمقراطياتنا لا تحمينا. يتصاعد تجريم الحقيقة وحرية التعبير في أنحاء العالم، خاصة عندما يكون المتحدثون من السكان الأصليين والسود. إن الصحافة التي تعمل بمثابة لسان حال الدولة تعيق كفاحنا من أجل التحرر الجماعي. تحتاج الحركات الشعبية إلى وسائل إعلام مناضلة الآن أكثر من أي وقت مضى".
وتطرقت الافتتاحية إلى المضايقات التي يواجهها العاملون في المؤسسات الإعلامية الأميركية عند تضامنهم مع الفلسطينيين، والتي تصل إلى الطرد (أسوشييتد برس، ونيويورك تايمز، وآرترفوروم، وإي لايف).
وأكدوا أن "الفصل العنصري والاحتلال العسكري والإبادة الجماعية تتعارض مع حرية الصحافة. إذا استمرت حكوماتنا في تمويل ودعم وإضفاء الشرعية على الهجمات على الصحافيين في فلسطين، فإن ذلك يؤدي إلى تقويض الحرية وتقرير المصير على مستوى العالم".
ودعوا إلى "تلبية نداءات حركة الشباب الفلسطيني ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، وتنظيم الإضرابات والاستقالات والاحتجاجات أو غيرها، للمطالبة بتغطية عادلة وتقارير صادقة عن فلسطين...". وأضافوا: "استخدموا منصاتكم المرئية والمطبوعة والصوتية ووسائل التواصل الاجتماعي لقول الحقيقة، وتحدي المعلومات المضللة، ورفض العنصرية المعادية للفلسطينيين، وإدانة استهداف وقتل الصحافيين الفلسطينيين وعائلاتهم، والمطالبة بأن تصر غرف الأخبار على السماح لمراسليها الأجانب بدخول غزة، وأن تثق بخبرة الصحافيين الفلسطينيين في غزة، المطالبة بوضع حد لجميع الاتهامات ضد العاملين في مجال الإعلام، ونشر أسماء الضحايا الفلسطينيين".
وشددوا على أن "هذه لحظة سياسية حاسمة في حياتنا. علينا الحزن على الموتى، والتعلم من قصصهم، ورفض الافتراض بأن الصحافة يمكن أن تكون محايدة على الإطلاق. وبينما نواصل بناء حركة أممية للتحرر الجماعي ترفض جميع أعمال القمع والإبادة الجماعية، لا يمكن لأي شخص يهتم بالحرية أن يظن أنه آمن".
نشرت هذه الافتتاحية في المواقع الإخبارية: "تروث آوت"، و"إن ذس تايمز"، و"مينلاين"، و"موندويس"، و"بريزم"، و"ذا ريل نيوز نتوورك"، و"ريكون" و"سكالواغ".
وهي من إعداد أجا أرنولد، وفيكتوريا بولوباسيس، وريبيكا تشاودري، وراي غارينغر، وتشارمين لانغ، ونور سعودي، وتينا فاسكيز، وإيرين فاسكيز، ولويس ريفين والاس.
يذكر أن 74 صحافياً وناشطاً في المجال الإعلامي فلسطينياً استشهدوا في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، وفقاً لنقابة الصحافيين الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.