طالبت نقابة الصحافيين اليمنيين بإطلاق سراح صحافيين معتقلين والكشف عن مصير آخرين لا يزال مجهولاً، بالتزامن مع حملة ملاحقة يواجهها العاملون في هذه المهنة على خلفية نشرهم تقارير حول فساد في أروقة القضاء.
ووصفت النقابة في بيان لها أمس الجمعة، بمناسبة يوم الصحافة اليمنية الذي يصادف التاسع من يونيو/ حزيران من كل عام، ما يتعرض له الصحافيون، بالنهج القمعي وحالة عداء تفرضها السلطات المختلفة في البلاد.
لا يزال ستة صحافيين معتقلين، أربعة منهم لدى جماعة الحوثيين، وهم: وحيد الصوفي، ومحمد علي الجنيد، ومحمد الصلاحي، ونبيل السداوي. ويواجه الصحافي المعتقل أحمد ماهر إجراءات تعسفية من قبل المجلس الانتقالي المطالِب بالانفصال الذي يحكم قبضته الأمنية والعسكرية في عدد من المحافظات الجنوبية اليمنية، بالإضافة إلى الصحافي محمد قائد المقري الذي أخفي قسراً عقب سيطرة تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت (شرق البلاد) عام 2015.
ومنذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، ظلت إحصاءات الموت وتعرض الصحافيين للمخاطر والاعتقالات صادمة، وتقطعت السبل بالمئات منهم بعدما فقدوا أعمالهم، فيما فقد الكثير أمان البقاء في المدن التي سيطرت عليها المليشيات.
وقالت النقابة إن الصحافيين اليمنيين "قدموا تضحيات كبيرة عمّدت بالدم والسجن والملاحقة والتعذيب والتجويع والتشريد بعد ثماني سنوات من حرب دامية"، مثمنة نضالاتهم طوال السنوات الماضية.
ونددت النقابة بملاحقة خمس وسائل إعلام، "بأمر قبض قهري صادر من النيابة العامة بمأرب الخاضعة لسلطة الشرعية، رداً على نشرها تقارير حول فساد في المؤسسة القضائية في المحافظة". وجهت النيابة أوامر قبض قهرية ضد قناتي يمن شباب والمهرية الفضائيتين وثلاثة صحافيين يديرون مواقع إخبارية محلية، وهم رئيس تحرير موقع المصدر أونلاين علي الفقيه، ومحمد الصالحي وأحمد عايض اللذان يمثلان موقع وصحيفة مأرب برس.
النقابة في بيانها عبرت عن إدانتها ورفضها لهذه الإجراءات، واستنكرت "استخدام السلطة القضائية لإرهاب الصحافيين، ووسائل الإعلام في محاولة بائسة لإسكات حرية الإعلام وتعطيل دور الصحافة في الرقابة وكشف الفساد"، واصفة هذه الخطوة بـ"الاستغلال السيئ للسلطة القضائية وانحراف الحكومة واستغلالها للقضاء الذي يؤثر سلباً على مستقبل الحريات الصحافية".
كما استنكرت الموقف "السلبي" للحكومة المعترف بها دولياً، إذ ترفض تسليم رواتب العاملين في وسائل الإعلام الرسمية في كل مناطق اليمن. وأدانت ما وصفتها بالتصرفات "غير المسؤولة" و"سياسة اللامبالاة وعدم توفير الحد الأدنى من العيش الكريم".
ونددت بالقمع والعداء الذي يواجهه العمل النقابي من قبل الحوثيين والمجلس الانتقالي، خصوصاً بعد اقتحام مقر النقابة في عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، والسيطرة على وسائل وكالة سبأ وصحيفة 14 أكتوبر، وإصدار تعميم لتوثيق بيانات ومعلومات الصحافيين في المدينة لدى المجلس الانتقالي.