استمع إلى الملخص
- "ذا غارديان" تفصح عن سلسلة اجتماعات سرية قادها كوهين للضغط على بنسودا، مع محاولات إسرائيل لإضعاف المحكمة الجنائية الدولية، وتصوير كوهين كـ"رسول غير رسمي" لنتنياهو، مشيرةً إلى أهداف الموساد بين الابتزاز والتجنيد.
- الرقابة الإسرائيلية على الصحافة تتجلى في حجب معلومات ومنع نشر مقالات تتعلق بقضايا أمنية، مع تسجيل عام 2023 لأعلى رقم في حجب الأجزاء من المقالات منذ 2014، وتدخل السلطات في عمل وسائل إعلام دولية مثل الجزيرة وأسوشييتد برس.
قال مراسل استقصائي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن مسؤولين أمنيين بارزين، لم يذكر اسمهم، هددوا باتخاذ إجراءات ضده إذا تحدث عن محاولات رئيس الموساد السابق لترهيب المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا.
وفي مقال نشر أمس الخميس، وصف الصحافي الاستقصائي غور مجيدو كيف منع مسؤولون أمنيون قبل عامين محاولة صحيفة هآرتس للنشر عن محاولات رئيس الموساد آنذاك، يوسي كوهين، لتهديد المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية آنذاك، فاتو بنسودا.
وكانت صحيفة ذا غارديان البريطانية قد كشفت هذا الأسبوع عن تفاصيل قيام إسرائيل عبر جهاز المخابرات الإسرائيليّة الخارجي (الموساد) بتهديد المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا. ففي سلسلة من الاجتماعات السريّة حاول كوهين الضغط على بنسودا للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدأ كوهين باتصالاته السرية مع بنسودا في السنوات التي سبقت قرار المدعية العامّة بفتح التحقيق. ونقلت ذا غارديان عن مصدر إسرائيلي على دراية بالعملية ضد بنسودا قوله إن هدف الموساد كان إمّا ابتزاز المدعية، وإمّا تجنيدها لتلبية مطالب إسرائيل وتحقيق مصالحها، بينما وصف مصدر آخر كوهين بأنه كان يتصرف كـ"رسول غير رسمي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. قاد كوهين، الذي كان واحداً من أقرب حلفاء نتنياهو في ذلك الوقت ويظهر الآن بصفته قوةً سياسيّة بحد ذاته في إسرائيل، بشكل شخصي تورط الموساد في حملة استمرت إلى عقد تقريباً من البلاد لإضعاف المحكمة.
وقال الصحافي الإسرائيلي غور مجيدو إنه استدعي للقاء مسؤولين اثنين هدداه بعواقب وخيمة بعد أن علِما أنه حاول الاتصال ببنسودا لمناقشة محاولة كوهين للتأثير عليها. وكان مجيدو يحقق في أنشطة كوهين خلال ثلاث رحلات قام بها الأخير إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي ورد أنه طلب فيها مساعدة الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا، للمساعدة في الضغط على بنسودا. وأكد مجيدو لـ"ذا غارديان"، الخميس، أنه "أخذ التهديدات على محمل الجد" حينها.
وفي سياق الرقابة الإسرائيلية على الصحافة، نشرت "هآرتس" مقالاً الأربعاء، يخضع لأمر حظر نشر من المحكمة، مع حجب أجزاء كبيرة منه، يتعلق باعتقال الناشط الفلسطيني المعروف، باسل التميمي، من دون محاكمة.
في 5 مايو/أيار، أغلقت السلطات الإسرائيلية المكاتب المحلية لقناة الجزيرة. والأسبوع الماضي، صادرت معدات تابعة لوكالة أسوشييتد برس لفترة وجيزة، مما دفع البيت الأبيض إلى التدخل.
بموجب القانون الإسرائيلي، يُطلب من الصحافيين تقديم المقالات التي تتناول "قضايا أمنية" إلى الرقابة العسكرية لمراجعتها قبل النشر، بما يتماشى مع "أنظمة الطوارئ"، ولها صلاحيات التدخل فيها. ووفقاً للأرقام التي حصلت عليها مجلة +972 وحركة حرية المعلومات في إسرائيل، منعت الرقابة العسكرية عام 2023 نشر 613 مقالاً. كما حجبت الرقابة أجزاء من 2703 مقالات أخرى، وهو أعلى رقم منذ عام 2014. وإجمالاً، منع الرقيب العسكري الإسرائيلي نشر المعلومات بمعدل تسع مرات يومياً.