اختارت صحيفة الصباح الاكتفاء باللونين الأبيض والأسود في عددها الورقي الصادر اليوم الثلاثاء، وعنونت صفحتها الأولى بالبنط العريض: "دار الصباح في خطر"، تعبيراً عن الأزمة التي تعيشها الدار التي تصدر هذه الصحيفة إلى جانب "لوطون" الناطقة بالفرنسية.
وقال مدير التحرير ورئيس تحرير صحيفتي الصباح ولوطون، سفيان رجب، إن دار النشر "تعيش منذ 12 عاماً وضعية كارثية، بعد مصادرتها من الدولة التونسية التي تمتلك 80 في المائة من أسهمها". وأضاف متحدثاً لـ"العربي الجديد": "على الرغم من سعينا للمحافظة على ديمومة الصحيفة واستقلالية خطها التحريري، فإننا نعيش اليوم وضعاً خطيراً يهدد باندثار هذه المؤسسة العريقة التي تحتفل بمرور 72 سنة على تأسيسها".
وأوضح رجب أن "المؤسسة عاجزة عن تأمين مستلزمات التسيير اليومي وعن صرف أجور العاملين فيها، بسبب عدم الاستقرار في الإدارة، فالحكومة تعين كل ستة أشهر مسؤولاً جديداً من عندها دون تقديم برامج واضحة المعالم لإنقاذها".
وقال إن "الدولة التونسية لم تتحمل مسؤوليتها تجاه المؤسسة التي صادرتها، بل وجدنا أنفسنا نعاني وحدنا بعد جائحة كوفيد-19 التي كانت لها تبعات كارثية، يضاف إلى ذلك قطع الإعلانات التجارية من قبل الدولة وكذلك الاشتراكات السنوية، وعدم وضوح الرؤيا في التعاطي مع ملف مؤسسة كانت من عماد بناء الدولة الحديثة في تونس وكانت لسان مقاومة الاستعمار الفرنسي قبل استقلال تونس سنة 1956".
يذكر أن دار الصباح كانت مملوكة قبل الثورة التونسية عام 2011 لمحمد صخر الماطري، الصهر السابق للرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي. وقد صادرتها الدولة التونسية بعد الثورة، وهي تعاني منذ سنوات وضعية مالية واجتماعية صعبة، رغم مطالبة النقابة الوطنية للصحافيين والجامعة العامة للإعلام من الحكومة التونسية إيجاد حلول سريعة لها تقيها من الاندثار وهو ما يعني اندثار جزء من الذاكرة الوطنية.
ودعا نقيب الصحافيين التونسيين، محمد ياسين الجلاصي، قبل أيام، الرئيس قيس سعيّد إلى فتح حوار حقيقي حول قطاع الإعلام. وقال إن "الدولة تسببت في الوضعية المأساوية للإعلام المصادر"، وإن "هناك عملية ممنهجة لتخريب مؤسسات الإعلام المصادر لكي توظف للدعاية".