لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي في تونس منذ أكثر من أسبوع إلا عن الأزمة الصحية الخطيرة التي تعيشها البلاد بعد تفشي فيروس كورونا، مما تسبب في تزايد لافت لعدد المصابين والمتوفين، مما شكل ضغطا كبيرا على المستشفيات التونسية التي عجزت عن استيعاب عدد المرضى. وما زاد حدة الأزمة النقص الكبير في مادة الأوكسجين، مما أدى إلى تعالي الأصوات في مختلف صفحات التواصل الاجتماعي مطالبة الحكومة بتوفير الأوكسجين لمن يستحقه، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إلى عقد اجتماع طارئ ليلة السبت للبحث في الحلول الممكنة لهذه الأزمة الخانقة.
العديد من الصفحات أُنشئت لهذا الغرض، ومنها "اللجنة المدنية لمجابهة فيروس كورونا" التي قام بتأسيسها فنان الراب التونسي بندرمان وتضم عددا كبيرا من الجمعيات والشخصيات المعروفة في تونس، وفيها يتم عرض نداءات الاستغاثة المطالبة بتوفير الأوكسجين والأدوات الطبية لمجابهة الفيروس. كما يتمّ عن طريقها التبرع للمستشفيات التونسية وللعائلات التي تحتاج إلى الأوكسجين.
كما قام الإعلامي ضياء الدين الكريفي بتأسيس صفحة "تونس تحتاج أبناءها" وهي صفحة تضم عددا كبيرا من الإعلاميين التونسيين وتحاول المساعدة على توفير مكثفات الأوكسجين لمن يستحقها وتدعو التونسيين القادرين على المساعدة، خاصة المقيمين خارج تونس لمساعدة تونس على الخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها.
كما تمّ إنشاء مئات الصفحات في كل منطقة من تونس من أجل تنظيم عمليات التبرع مثل صفحة "اللجنة المواطنية لمجابهة الكوفيد بالسرس" وهي مثل كل الصفحات المحلية تعمل على توفير المستلزمات الطبية للمواطنين القاطنين في هذه المناطق، علها تساعدهم على الخروج من الوضع الصعب الذي تعيشه آلاف الأسر التونسية نتيجة إصابة أحد أفرادها بالكوفيد.
يذكر أن وزارة الصحة التونسية أعلنت مساء أمس في آخر تحديث لها عن إصابة أكثر من 546 ألف تونسي بفيروس كورونا، كما تجاوز عدد الوفيات 17.5 ألف وفاة وهي أرقام مرتفعة جدا في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 11.8 مليون ساكن.