طرائف السيسي: إعلان ترويجي ساذج يثير الشفقة

27 ابريل 2014
عبد الفتّاح السيسي
+ الخط -

تكتمل مسرحية ترشيح المشير عبد الفتّاح السيسي إلى رئاسة جمهورية مصر بالإعلان الانتخابي المصوّر الذي بثّه حصريا موقع "المصري اليوم" على قناته في Youtube.

نبدأ من رقمين. أولا لم يتجاوز عدد المشاهدين 330 ألفا في 4 أيّام. وهو رقم ضئيل جدا مقاربة بعدد سكّان مصر، وبالأرقام التي تحصدها الفيديوات السياسية والفنية الآتية من مصر. خصوصاً لرجل يقول إنّه يمثل مصر. والرقم الثاني هو مدّة الفيديو التي تزيد عن 8 دقائق. وهو رقم مهول بالنسبة إلى "إعلان".
الفيديو يكاد يطيح بكوميديا عادل إمام، وأفلام الكوميديا لتامر حسني. أوّل ما يثير الضحك في الفيديو هو الأغنية، بصوت المطرب الخليجي حسين الجسمي. كأنّ الأغنية إعلان "تيتر" لمسلسل رمضاني. ثم ألم يجد مطرباً مصرياً؟
ثم في مدّة الإعلان هناك خطأ واضح في فهم ماهية الإعلان وأصوله. فكيف للمنتج أن يصوّر إعلاناً مدّته 8 دقائق؟ هل هو برنامج إلكتروني؟ فالإعلان الطبيعي لا يزيد عن دقيقة، وغالبا ما يكون ثلاثين ثانية.
النكتة الثالثة أنّ "الإعلان"، يستعطف الناس بشكل مفبرك بواسطة مقابلات تبدو تمثيلية وليست عفوية. وربما أعد لتنفيذها "سكريبت" مكتوب وليست عشوائية.
عنصر كوميدي آخر في الفيديو هو مشهد الصيّاد في البحر. إذ يصوّر المخرج البحر ثم يظهر لنا الصياد وهو يقول: "إحنا مش حنشتري سمك من الميّا تاني! إحنا عايزين قائد يوصّلنا إلى شطّ الأمان". فما علاقة هذا بذاك؟ وما هذه الصورة الضعيفة؟
المشهد الأكثر سخرية هو الورقة التي يقول اللواء المتقاعد سمير مصطفى إنّ السيسي "كتبها بخطّ إيده". كما لو أنّ السيسي أحد أولياء الله الصالحين وقد وُجِدَت ورقة بردى عمرها آلاف السنين بخطّ يده. والفاتحة، آية الكرسي، سبحان الله، ثم أن يقرأ هذه الثلاثية 999.000 مرّة " ليصير البلد جنّة؟ فماذا سيبقى من عمر من يقرأ هذه الآيات تسعمائة وتسعة وتسعون ألف مرّة؟
هي محاكاة "كليشيهية" لإبراز "تديّن" ما للسيسي، لاستعطاف الأغلبية المؤمنة بالله والملتزمة دينياً تقريباً، في الشارع المصري، التي تتعاطف وصوّتت للرئيس محمد مرسي، قبل أن ينقلب السيسي عليه عسكرياً.
المشاركون في الفيديو هم من "حاشية" السيسي كما هو واضح. منهم النائب السابق محسن عطية. ولا ننسى مشهد الرجل الصعيدي محمود إدريس الذي يكشف "سرّ الأمن والسياحة في مصر"، وهو: "انتخاب عبد الفتاح السيسي بإذن الله".

وختامها مسك مع جيهان مديح التي تقول: "بأمر الشعب، السيسي رئيس مصر". مستخدمة كلمات – مفاتيح هي "أمر"، وهي كلمة عسكرية. وتصل بها "الشعب" و"السيسي" و"رئيس" و"مصر".
هو فيديو مضحك، وحيث لا يضحكنا، يثير شفقتنا على "ضعف المخيّلة" في منظومة السيسي كلّها.
المساهمون