عاش الفنان المصري عادل خيري حياة قصيرة جداً، كان لها وجهان، حياة خاصة به مليئة بالمتاعب والآلام، وحياة فنية عامة مليئة بخفة الظل والضحك وإسعاد الجمهور. وكانت وفاته سبباً كبيراً في تعاسة والده وانهياره الصحي.
ولد عادل في أسرة فنية في 25 ديسمبر/كانون الأول عام 1931، فوالده هو المبدع الكبير بديع خيري، وشقيقه المخرج نبيل خيري. التحق بكلية الحقوق، ومارس التمثيل في المسرح الجامعي، قبل أن يلتحق بفرقة الريحاني، وكانت أولى مسرحياته معها "أحب حماتي" أمام ماري منيب.
تاريخ عادل خيري الفني لا يتجاوز 14 سنة، بدأ في 1949 وانتهى مع رحيله مبكراً في 1963 وعمره لم يتجاوز 32 سنة. وبالرغم من ذلك، فإن أعماله تعد علامات فنية يمكن الوقوف عندها. بل إن خيري كان بديلاً موفقاً لنجيب الريحاني الذي توفي سنة 1949، فأدى العديد من أدوار الريحاني المسرحية بنجاح.
برز خيري ممثلاً كوميدياً له مدرسته الخاصة في الفكاهة، لكنه أيضاً عمل في التأليف والإخراج المسرحي.
قدم 16 مسرحية هي: "أحب حماتي"، "أوعى تعكّر دمك"، "إلا خمسة"، "لو كنت حليوة"، "الشايب لما يدلع"، "استنى بختك"، "كان غيرك اشطر"، "خليني اتبحبح يوم"، "حسن ومرقص وكوهين"، "يا ما كان في نفسي"، "يا ريتني ما اتجوزت"، "30 يوم في السجن"، "أشوف أمورك أستعجب"، "اللي يعيش يا ما يشوف"، "الستات لبعضيهم"، "إبليس وشركاه".
أما في مجال السينما فقد شارك في فيلمين اثنين سنة 1960 وهما: "البنات والصيف"، و"لقمة العيش". وفي الدراما الإذاعية قام ببطولة مسلسلين هما: "علي الزيبق"، و"الأزواج الثلاثة".
أصيب عادل خيري بمرض السكري وهو في ريعان شبابه، فأهمل علاجه جداً، وكانت والدته المريضة بالسكر أيضاً تلاحقه بالأدوية قدر المستطاع دون جدوى، فتدهورت حالته الصحية مع الجهد الكبير الذي يبذله في المسرح.
وزادت المعاناة بإصابته بتليّف في الكبد، فكان يتناول جرعات الدواء والحقن أثناء الفواصل بين المشاهد أثناء عرض المسرحية، ليدخل على خشبة المسرح من جديد كي يكمل دوره.
لم يستمر الأمر طويلاً حتى صار عادل خيري لا يقوى على الوقوف أمام الجمهور، وتوفي وهو في ريعان شبابه تاركاً حسرة كبيرة لوالده الفنان والشاعر والكاتب المسرحي بديع خيري، الذي أصيب بعد وفاة ابنه الفنان بنكبة صحية وتوفي بعده بثلاث سنوات.