استمع إلى الملخص
- يعتقد الباحثون أن الماس تشكّل من خلال تبلور محيط الصهارة وتبلور اللب المعدني لعطارد، مما أدى إلى تكوين طبقة من الماس استمرت في النمو بمرور الوقت.
- لا تزال هناك ألغاز حول سبب انقطاع النشاط البركاني لعطارد منذ 3.5 مليارات سنة، ويُحتمل أن تكون طبقة الماس قد ساهمت في تبريد الكوكب بسرعة.
قد يخفي أقرب كوكب إلى الشمس والأصغر في نظامنا الشمسي سراً يساوي مليارات الدولارات. فباستخدام البيانات من مركبة الفضاء ماسنجر التابعة لوكالة ناسا، رصد العلماء غلافاً من الماس سمكه 16 كيلومتراً تحت قشرة كوكب عطارد. وينضاف هذا الاكتشاف إلى الصفات النادرة للكوكب، إلى جانب سطحه المظلم للغاية، ونواته الكثيفة كثافة ملحوظة، والنهاية المبكرة لعصره البركاني.
وتشيع على سطح عطارد بقع من الغرافيت، وهو نوع من الكربون. وقد دفعت هذه البقع العلماء إلى اقتراح أنه في تاريخ عطارد المبكر، كان الكوكب الصغير يحتوي على محيط من الصهارة الغنية بالكربون. وكان هذا المحيط يطفو على السطح، مما أدى إلى تكوين بقع من الغرافيت واللون الداكن لسطح عطارد. هذه العملية نفسها أدّت أيضاً إلى تكوين وشاح غني بالكربون تحت السطح. يعتقد فريق من الباحثين أن هذا الوشاح يتكون من شكلٍ عالي القيمة من الكربون: الماس.
مراحل تشكّل الماس في عطارد
يقول عضو الفريق والأستاذ المشارك في جامعة لوفين الكاثوليكية، أوليفييه نامور، لموقع سبيس العلمي: "نحسب أنه، بالنظر إلى التقدير الجديد للضغط عند حدود الوشاح والنواة، ومعرفة أن عطارد كوكب غني بالكربون، فإن المعدن الحامل للكربون الذي سيتشكل عند الواجهة بين الوشاح والنواة هو الماس وليس الغرافيت".
ويعتقد فريق نامور أن الماس ربما يكون قد تشكّل من خلال عمليتين. الأولى هي تبلور محيط الصهارة، الذي ربما ساهم في تكوين طبقة رقيقة جداً من الماس عند واجهة اللب/الوشاح، والثانية هي تبلور اللب المعدني لعطارد. والماس كثيف، ولكنه ليس كثيفاً مثل المعدن، مما يعني أنه خلال هذه العملية ربما أمكن أن يطفو إلى أعلى اللب، ويتوقف عند حدود لب عطارد وغطائه. وربما أدى هذا إلى تكوين طبقة من الماس يبلغ سمكها كيلومتراً استمرت في النمو بمرور الوقت.
هل برّد الماس عطارد؟
لا تزال هناك ألغاز تحيط بأصغر كواكب النظام الشمسي، بما في ذلك سبب انقطاع المرحلة البركانية منذ حوالي 3.5 مليارات سنة. يشرح نامور: "السؤال الرئيسي الذي لدي حول تطوّر عطارد هو لماذا استمرت المرحلة الرئيسية من النشاط البركاني لبضع مئات الملايين من السنين فقط، وهي مدة أقصر بكثير من الكواكب الصخرية الأخرى. هذا يعني أن الكوكب برد بسرعة كبيرة"، و"يرتبط هذا جزئياً بحجم الكوكب الصغير، لكننا نعمل الآن مع علماء الفيزياء لمحاولة فهم ما إذا كانت طبقة الماس قد ساهمت في إزالة الحرارة بسرعة كبيرة، ومن ثم إنهاء النشاط البركاني الرئيسي في وقت مبكر جداً".