قال علماء إنهم جمعوا المخطط الجيني الكامل لحياة الإنسان، إذ أضافوا القطع المفقودة إلى الأحجية التي اكتملت قبل عقدين تقريباً.
ووصف فريق دولي أول تسلسل على الإطلاق لجينوم بشري كامل، وهي مجموعة التعليمات لبناء الإنسان والحفاظ عليه، في بحث نشر الخميس في مجلة "سَينس".
العمل السابق الذي احتفل به في أنحاء العالم كافة كان غير مكتمل، بسبب عدم قدرة تقنيات تسلسل الحمض النووي في ذلك الوقت على قراءة أجزاء معينة منه.
ويقول الباحث في "جامعة واشنطن" الذي شارك في المشروع الحالي ومشروع الجينوم البشري الأصلي، إيفان إيشلر، إنّ "بعض الجينات التي تجعلنا عنصراً بشرياً فريداً كانت في الواقع في هذه المادة المظلمة من الجينوم، وقد أغفلت تماماً. استغرق الأمر أكثر من عشرين عاماً، لكننا أنجزناه في النهاية".
ويعتقد كثيرون، وبينهم طلاب لإيشلر، أنهم قد انتهوا من هذا الأمر بالفعل، و"كنت أعلمهم، وأقول: انتظروا لحظة. أليست هذه المرة السادسة التي تعلنون فيها النصر يا رفاق؟ لكن هذه المرة فعلنا ذلك حقا!".
وقال العلماء إنّ هذه الصورة الكاملة للجينوم ستمنح البشرية فهماً أكبر لتطورنا وبيولوجيتنا، وستفتح الباب أيضاً للاكتشافات الطبية في مجالات كالشيخوخة، والحالات التنكسية العصبية، والسرطان، وأمراض القلب.
وقالت مؤلفة إحدى الدراسات الست التي نشرت الخميس، كارين ميغا "نحن فقط نوسع فرصنا لفهم الأمراض التي تصيب الإنسان".
يتوج هذا البحث عقوداً من العمل، إذ أُعلن عن المسودة الأولى للجينوم البشري في احتفال في البيت الأبيض عام 2000.
ويتكون الجينوم البشري من نحو 3.1 مليارات وحدة فرعية من الحمض النووي، وأزواج من القواعد الكيميائية المعروفة بالأحرف "إيه"، و"سي"، و"جي"، و"تي".
والجينات هي سلاسل من هذه الأزواج ذات الأحرف التي تحتوي على تعليمات لصنع البروتينات، وهي اللبنات الأساسية للحياة.
ويمتلك البشر نحو ثلاثين ألف جين، منظمة في 23 مجموعة تسمى "كروموسومات" الموجودة في نواة كل خلية.
تقول ميغا "قبل الآن، كانت هناك فجوات كبيرة، ومستمرة في خريطتنا، وتقع هذه الفجوات في مناطق مهمة للغاية".
(أسوشييتد برس)