بينما يتابع المشاهد دونالد ترامب يتوّج رئيساً للولايات المتحدة الأميركية قد لا يعلم أن كامالا هاريس قد تولت فعلاً هذا المنصب من قبل، بصفتها أول امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ البلاد، إلا أن هذا لم يستغرق أكثر من 85 دقيقة فقط. حدث هذا يوم الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما نقل الرئيس الأميركي آنذاك، جو بايدن، سلطة الرئاسة إلى نائبته أثناء خضوعه للتخدير لإجراء عملية تنظير قولون روتينية لمدة ساعة و25 دقيقة، وفقاً لما أكده حينها البيت الأبيض.
ماذا يقول القانون الأميركي؟
ينصّ القانون الأميركي على أن يتولى نائب الرئيس صلاحيات الرئيس أثناء خضوع الرئيس لإجراء طبي يتطلب تخديراً. وتنص المادة 3 من التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي على أنه يمكن للرئيس أن يبعث برسالة إلى رئيس مجلس النواب والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ يعلن فيها أنه "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه، وإلى أن يحيل إليهما إعلاناً مكتوباً بعكس ذلك، يتولى نائب الرئيس هذه السلطات والواجبات بصفته القائم بأعمال الرئيس". وقد فعل ذلك نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني في مناسبات عدة عندما خضع الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش لعمليات تنظير القولون الروتينية.
كامالا هاريس رئيسةً بين رسالتين
لنقل صلاحيات رئاسة الولايات المتحدة رسمياً إلى كامالا هاريس أرسل بايدن رسالة إلى رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، والسيناتور الديمقراطي، باتريك ليهي، من ولاية فيرمونت، الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ، في الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحاً بالتوقيت المحلي قبل الخضوع للتخدير. وجاء في نص الرسالة: "سوف أخضع اليوم لإجراء طبي روتيني يتطلب تخديراً. ونظراً للظروف الحالية، قرّرتُ نقل سلطات ومهام منصب رئيس الولايات المتحدة مؤقتاً إلى نائبة الرئيس خلال الفترة القصيرة للإجراء والتعافي".
ومن أجل نقل الصلاحيات مرة أخرى إلى بايدن، تم إرسال خطاب منفصل بعد الإجراء. وجاء في الرسالة الثانية التي أُرسلت إلى كل من بيلوسي وليهي: "وفقاً لأحكام المادة 3 من التعديل الخامس والعشرين لدستور الولايات المتحدة، أحيل إليكم بموجب هذا إقراري الخطي بأنني قادر على الاضطلاع بسلطات ومهام منصب رئيس الولايات المتحدة وأنني أستأنف تلك السلطات والمهام".