انطلقت فرقة الأخوين للفنون الشعبية من الجهة الشرقية في المغرب، وقد نجحت في فترة قصيرة في صناعة لون غنائي وموسيقي جديد، يمزج بين الملامح المحلية الشعبية للمنطقة، وموسيقى مناطق أخرى في البلاد العربية، مثل أنغام الدبكة اللبنانية مثلاً. هذا المزج، صنع لهذه الموسيقى جماهريّة خاصّة في المهرجانات والحفلات التي تشارك فيها.
في حديث مع "العربي الجديد"، قال رئيس الفرقة أحمد حمودة إنّ المجموعة تعتمد بشكل أساسي على الفن العيساوي (نمط من الفن المغربي) الأصيل، والدقة المراكشيّة والدبكة اللبنانية، وكلها ألوان مختلفة من حيث الغناء والآلات الموسيقيّة وطريقة الطبل والإيقاع، مع وجود ملابس وأزياء تقليديّة خاصة بها طبعًا.
والفن العيساوي هو موسيقى روحيّة يتم فيها ذكر المديح الإلهي، ويصاحبه وضع البخور في مبخرة تقليديّة كبيرة، يتخصص بها فرد من أعضاء الفرقة، لإعطاء العرض اللون الروحي الخاصّ به.
أمّا الموسيقى فهي مزيج من تراث أكثر من تقليد عربي، والناتج هو مزيج تقليدي لقي رواجا كبيراً، وبات مطلوبًا جدًا في الحفلات والأعراس الشعبية.
ويضيف حمودة أنّه دخل هذا الميدان عام 2001، إذْ إنّه كان محبًا وشغوفًا بالعزف على الآلات الموسيقية منذ الصغر، وكان يمارس هذه الهواية، ويشتغل مع فرقٍ موسيقيّة متعددة. في عام 2009 قام بتأسيس الفرقة، التي أصبحت من أشهر الفرق في المنطقة. الهدف الأساسي من التأسيس هو تطوير الفن الفلكلوري في المهرجانات والحفلات الكبيرة والأعراس وكلّ أشكال المناسبات.
الدبكة اللبنانية حاضرة في فرقة الأخوين المغربية
يضيف حمودة متحدثا لـ"العربي الجديد": "أبرز لون غنائي اشتهرت به فرقتنا هو فن الركادة، والدقة المراكشيّة. فرقتنا هي من الفرق الأولى التي أدخلت الدقة المراكشيّة إلى المنطقة الشرقية من المغرب، لأنّ الدقة هذه كانت محصورة في مراكش. أما فن الركادة، فهو موجود فعلاً في المنطقة الشرقيّة، وهو قديم ومشهور ومعروف لدى الناس. لكن فرقتنا أضافت إليه بصمة حديثة، من حيث الآلات المستخدمة مثلاً. إذْ تم إدخال طبول حديثة ومختلفة عن الطريقة التقليدية المستخدمة في هذا الفن العريق. وأخيرًا، نحن مشهورون أيضًا باستخدام إيقاعات الدبكة اللبنانية في أغانينا".
ويقول حمودة إنّ العنصر النسائي حاضر أيضًا في الفرقة، إذْ يلبسْن لباسًا خاصًا، ويصطففن مع باقي عناصر الفرقة لإعطاء جمالية أكثر للفرقة والعرض. بالنسبة لحفلات الأعراس مثلاً، تقدم الفرقة أكثر من عرض، وكل عرض له أزياؤه الخاصة، ويختلف حسب اللون الذي تلبسه العروس، إذْ كلما تغير العروس لون ثوبها مثلاً، تقوم النساء في الفرقة أيضًا بتغيير ثيابهن لإعطاء جمالية أكثر لدخلة العروس.
بين الفن العيساوي والدقة المراكشية والدبكة
وبالنسبة للزي الذي يرتديه أعضاء الفرقة، فهو خليط ما بين الزي العصري والسروال التقليدي المغربي، والكلابية والطربوش، أمّا أكثر الألوان فهي الأحمر والأزرق.
ويوضّح حمودة أنّ عدد أعضاء الفرقة يختلف بحسب العرض. أثناء الأعراس يكون عدد الأعضاء 12، أمّا عند ممارسة الفن العيساوي، فيكون 10 أفراد، عند الدقة المراكشية يكون عدد الأفراد 8، وعند الدبكة اللبنانية يكون 6 أفراد فقط من الفرقة موجودين.
شاركت الفرقة في مهرجانات عدة، منها مهرجان Fadesa في مدينة السعيدية، كما شاركت في تظاهرات كبيرة، مثل حفلات المولد النبوي وحفلات افتتاح المهرجانات والمعارض الفلاحية والأعراس، والعديد من التظاهرات الفنية المختلفة.
يذكر أن المملكة المغربية تتميز بتنوع هائل في الموسيقى التي تختلف في سياقاتها التاريخية والجغرافية وطبيعة نشأتها والظروف التي ساعدت على إيجادها، نتيجة تنوع الثقافات والحضارات التي أقيمت على أرضها، ومن بينها موسيقى غناوة وهي مزيج من الموسيقى الأفريقية والعربية، والعيطة التي تعني المناداة ويعود تاريخ نشأتها إلى ما بعد موجات الهجرة القادمة من الشام وشبه الجزيرة العربية بعد فتح الأندلس، والطرب الأندلسي الذي انتقل مع موجات الهجرة من الأندلس إلى مناطق المغرب العربي.