- الحكومة الفرنسية تفرض حظراً على تيك توك وتعلن حالة الطوارئ، بما في ذلك نشر القوات المسلحة وفرض الإقامة الجبرية على المحرضين، للسيطرة على الوضع ومنع انتشار العنف.
- حظر تيك توك يأتي كإجراء للحد من رسائل الكراهية والدعوات للعنف، مع إمكانية اتخاذ الحكومة الفرنسية تدابير مماثلة في المستقبل تحت ظروف استثنائية، مما يثير توتراً بين الأمن وحماية الحريات.
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، غابريال أتال، أمس الأربعاء، حظر تطبيق المقاطع القصيرة تيك توك بالتزامن مع موجة من أعمال عنف في أرخبيل كاليدونيا الجديدة، الإقليم التابع لفرنسا في المحيط الهادئ، والذي قرّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فرض حال الطوارئ فيه لإخماد أعمال شغب عنيفة خلّفت مقتل أربعة أشخاص، مع وضع أربعة على الأقل يعتقد أنهم محرضون قيد الإقامة الجبرية.
وقال أتال خلال افتتاح خلية أزمة وزارية مشتركة في وزارة الداخلية الفرنسية: "يتم نشر جنود من القوات المسلحة لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة". من جهته، أعلن المفوض السامي للأرخبيل، لوي لو فرانك، الذي طلب تعزيزات من الجيش لحماية مطار نوميا، عن "حظر تجول وحظر تيك توك"، كما أوضح أتال. والبنية التحتية لشبكة الهاتف المحمول في كاليدونيا الجديدة بالكامل تحت إدارة مشغّل موبيليس، الذي ينتمي إلى مكتب البريد والاتصالات في كاليدونيا الجديدة، وهو ما جعل تنفيذ الحظر على نطاق واسع سريعاً. ووفقاً لمنشورات عبر الإنترنت لسكان الأرخبيل، فإن الحظر شمل تطبيق تيك توك في الموبايل، كما أكده مكتب رئيس الوزراء، في بيان لقناة BFMTV الإخبارية.
ماذا يحصل في كاليدونيا الجديدة بالضبط؟
اشتعلت أعمال شغب عنيفة في كاليدونيا الجديدة، وهي إقليم فرنسي ما وراء البحار يقع في جنوب المحيط الهادئ، بسبب مشروع قانون جديد أقرّه المشرِّعون في باريس يسمح للفرنسيين، الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة عشر سنوات، بالتصويت في الانتخابات، وهو ما اعتبره زعماء محليون خطوة نحو إضعاف أصوات السكان الأصليين. وذكر المفوض السامي الفرنسي، لوي لو فرانك، في مؤتمر صحافي، أن قوات الدرك واجهت حوالى خمسة آلاف من مثيري الشغب في ثلاث بلديات، من ضمنهم ما بين ثلاثة وأربعة آلاف في العاصمة نوميا.
وحتى كتابة هذه السطور قُتل ثلاثة شبان من شعب الكاناك، السكان الأصليين للأرخبيل، وتوفي مسؤول في الشرطة متأثراً بطلق ناري، ووُضع أربعة على الأقل يعتقد أنهم محرِّضون قيد الإقامة الجبرية، وألقت السلطات القبض على 200 شخص، وأصيب 64 من قوات الدرك ورجال الشرطة. وأعلنت فرنسا حالة طوارئ دخلت حيّز التنفيذ الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي أمس الأربعاء، ما يمنح الأجهزة سلطات إضافية لحظر التجمعات ومنع التنقل في أنحاء الجزيرة، وشمل الحظر كذلك تطبيق تيك توك.
لماذا حظرت فرنسا "تيك توك" بالضبط في كاليدونيا الجديدة؟
لم يحدد أتال ولا المفوض السامي لويس لو فرانك سبب استهداف "تيك توك" بالضبط. ومع ذلك، وفقاً لرسائل من ممثلي الحكومة المحلية شاركها سكان كاليدونيا الجديدة على "فيسبوك" ونقلتها صحيفة لوموند الفرنسية، استهدفت السلطات الفرنسية التطبيق بمبرّر "رسائل الكراهية والدعوات إلى العنف" في التطبيق. وقد أصبح الحظر ممكناً بعد إعلان حالة الطوارئ مساء الأربعاء، وهو إجراء "مؤقت" يتيح للسلطات الفرنسية اتخاذ تدابير استثنائية، بما في ذلك تقييد بعض الحريات العامة، مثل طلب رئيس الوزراء حظر الوصول إلى خدمة الاتصالات العامة عبر الإنترنت التي "تثير ارتكاب أعمال إرهابية أو تدعو إليها" داخل البلاد من وجهة نظر السلطات.
وتوضح "لوموند" أن لدى السلطات الفرنسية وسائل قانونية أخرى تحت تصرفها لمنع الوصول إلى التطبيقات أو المواقع الإلكترونية في فرنسا، لكن حالة الطوارئ توفر الاستجابة الأسرع في هذا الصدد. على سبيل المثال يتطلّب الحظر الإداري للمواقع الإرهابية والإباحية المتعلقة بالأطفال إطاراً زمنياً لا يقل عن 24 ساعة.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)