يزداد عدد الفنادق التي تعنى بالحيوانات حول العالم، ولا تستثنى المنطقة العربية من هذه الظاهرة، وسط توجه عام نحو اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها.
ففي المملكة العربية السعودية مثلاً، افتتح أخيراً الفندق المخصص لرعاية الجمال وخدمتها. ومقابل أكثر من مائة دولار لليلة الواحدة، تتمتع الإبل بخدمات متنوعة من التنظيف والحلاقة والتدفئة والحليب الساخن، في فندق "تطمن"، الواقع في بلدة صياهد رماح، على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة الرياض، حيث نظمت أخيراً الدورة السادسة لـ"مهرجان الملك عبد العزيز للإبل" الذي تبلغ جوائزه الإجمالية 250 مليون ريال (66,6 مليون دولار أميركي).
وقال حينها رجل الأعمال عمير القحطاني، لوكالة "فرانس برس"، إنه قرر إيداع 80 من حيوانات الإبل الخاصة به في هذا الفندق الأول من نوعه، لمدة 16 يوماً. وقال إنه كلفه مبلغاً راوح بين 600 ألف و800 ألف ريال سعودي (160 ألفاً - 213 ألف دولار أميركي). وأكد القحطاني أن التجربة "كانت مريحة جداً، فالإبل تظل تحت رعايتهم وتخضع للفحص الطبي بانتظام".
ويضم هذا الفندق الأول من نوعه 120 غرفة منها مفردة وأخرى أكبر مزدوجة. وفي كل غرفة اثنتان من الأواني البلاستيكية، واحدة للمياه وأخرى للعلف. ويوظف الفندق 50 عاملاً لرعاية الإبل، وقامت إدارة الفندق بوضع شروط صحية صارمة للدخول إليه، خوفاً من انتقال أي عدوى للحيوانات.
وأفاد مدير المكتب الإعلامي في نادي الإبل الذي ينظم المسابقة، محمد الحربي، بأنّ النادي "أوجد فكرة الفندق لحماية الإبل وحفظها وأيضاً لتخفيف العبء على المالك". وأوضح أن الفندق حقّق إيرادات تجاوزت 6 ملايين ريال (1,6 مليون دولار) مع تهافت ملاك الإبل عليه.
وفي يونيو/حزيران الماضي، حقق الفلسطيني جورج غطاس حلمه بإقامة فندق "قصر الحيوانات الأليفة" للحيوانات الأليفة على تلة في بلدة بيرزيت في الضفة الغربية، ليقدم حلاً لمن لا يجدون مكاناً لحيواناتهم الأليفة عندما يسافرون في مهمات عمل أو لقضاء عطلة.
ويتكون الفندق من ثلاثة طوابق اختار غطاس أن يكون الطابق الأخير مكاناً لسكنه، وفي المدخل محل صغير يبيع الاحتياجات الأساسية من أطعمة وإكسسوارات للكلاب والحيوانات الأليفة.
ويقدم غطاس مجموعة من الخدمات في فندقه لا تقتصر على أماكن لنوم الكلاب والقطط والطيور الأليفة. ويوفر خدمة الاستحمام والحصول على جلسات لتجفيف الشعر وقص الأظافر.
وأوضح غطاس أنه يعطي للحيوانات خيارات متعددة، فمنها ما يقيم في غرفة منفردة ويشاهد التلفزيون إذا كان معتاداً على ذلك، أو يقيم في غرفة مزدوجة إن كان يحب مرافقة حيوان آخر له. ويمكن للكلاب ممارسة الرياضة في حديقة الألعاب، أو الاستمتاع بمياه حمام السباحة في بهو الفندق.
وعلى الرغم من أن الخدمات التي يقدمها الفندق هي لفئة محدودة في المجتمع الفلسطيني، إلا أن غطاس يرى أن هذه الفئة بحاجة إلى تلك الخدمات.
وفي مدينة كيب تاون في أفريقيا الجنوبية، أقيم فندق فاخر يقدم لنزلائه من الكلاب خدمات متميزة. فالكلاب التي يودعها أصحابها الأثرياء في فندق "سوبرووف" تحظى بمعاملة خاصة يحلم بها الكثير من البشر في البلاد.
وقال أحد رعاة الكلاب في الفندق واتسون مبالا، لتلفزيون "رويترز" الجمعة: "نبذل قصارى جهدنا لتقديم خدمة ستة نجوم. نريد حقاً توفير إقامة فاخرة للكلاب تشمل إشرافاً على مدى الأربع والعشرين ساعة، وخدمات ترفيهية في حمام السباحة، ومقاعد ضخمة وثيرة".
وتشمل الخدمات أيضاً نزهات طويلة لتمشية الكلاب في المناطق الريفية في وادي فرانتشوك في منطقة مزارع العنب غرب البلاد، وتقديم شمبانيا الكلاب، وهي عبارة عن ماء مختلط بأعشاب داخل زجاجة شمبانيا.
وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على نهاية حقبة حكم الأقلية البيضاء، ما زالت جنوب أفريقيا أحد أكثر بلدان العالم انعداماً للمساواة حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، ومن بينهم من يقيم في ملجأ للمشردين في مواجهة مركز رعاية الكلاب التي تتراوح أعمارها بين ستة أشهر وعام.