يرى الفنانون السوريون الموالون للنظام، والذين اتخذوا مواقف حادة في إعلان تأييدهم له، أن الواقع الذي يعيشه المواطنون في مناطق سيطرته، ناتج عن فساد في مستويات معينة من الحكومة ومؤامرة خارجية فرضتها العقوبات الدولية.
الفنانان والزوجان وائل رمضان وسلاف فواخرجي، كانا من أوائل الفنانين الذين هاجموا وانتقدوا المنتفضين ضد النظام في سورية، ومؤخراً مع سوء الأوضاع في البلاد، بدأت أصوات نقدهم تتعالى، لكن من دون أن تتجاوز بعض الخطوط الحمراء، كالمسّ برأس النظام السوري، بشار الأسد، أو الدائرة المقربة منه. ففي منشور له على فيسبوك، استخدم رمضان ألفاظاً سوقية بعيدة عما يجب أن يستخدمه الفنان، ووصف الذين فروا من سورية عبر البحر بـ "الحمير"، وأضاف: "طلعنا نحنا الحمير ومكترين". وبعد نصف ساعة من نشر هذا الكلام، لجأ رمضان لحذفه.
وحافظت سلاف فواخرجي على النمط ذاته في الدفاع عن النظام والحديث عن المؤامرات التي تلف سورية تحت حكم بشار الأسد، ولا سيما أنها وفي كثير من المواقف أكدت وقوفها بجانب النظام. وظهرت عام 2015 برفقة دريد لحام مع جنود قرب العاصمة دمشق، لتعبر عن تأييدها لسياسة النظام القمعية، وصولا للقاء لها في برنامج "جعفر توك" على قناة "دويتشه فيله" الألمانية، بث في أكتوبر/ تشرين الأول، أكدت دعمها لسياسة النظام.
يبدو أن المزاج العام لدى الفنانين الموالين للنظام، موجه حاليا للنقد، وتبيان أن هامش الحرية موجود، وإن كان على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا الهامش يبدو حكرا عليهم فقط في الوقت الحالي، كون النقد هو جريمة مصنفة تحت جرائم المعلوماتية. ففي المادة 285 من قانون العقوبات: "من قام في سورية زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاوى ترمي إلى إضعاف الشعور القومي، أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية، عوقب بالاعتقال المؤقت". تعزز هذه المادة، المادة رقم (28) في قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية، التي تعتبر شكلا من أشكال كم الأفواه التي يتخذها النظام السوري.
ومن المنتقدين أيضا الفنان بشار إسماعيل، الذي تحدث عن الواقع في سورية حاليا بمنشور له، حيث توصل لنتيجة أن العيش في الجحيم أهون منه في سورية حاليا، وكتب "أنا أحب الله ومؤمن به إيمان مطلق وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له في الملك وان محمدا عبده ورسوله.. وطيلة حياتي حرمت على نفسي إيذاء البشر.. بل وكل كائن حي ...". وأضاف إسماعيل "لكن اليوم رفعت يدي إلى السماء وناجيت خالقي أن يغفر لي ذنوبي وألا يدخلني الجنة التي يسعى البشر إلى دخولها وأن يكون مثواي جهنم أعيش فيها بهدوء ورفاهية، لأن الحياة فيها أفضل ألف مرة من الحياة التي أعيشها تحت وطأة هذا البرد الهائل.. وفقدان كل مقومات الحياة....."، ليختم بعبارة "جهنم إسماعيل".
الفنان العائد إلى سورية مؤخرا، عدنان أبو الشامات، كان له توجه آخر في النقد، خلال لقاء له مع إذاعة "المدينة إف إم" الموالية للنظام، حيث قال في لقائه إنه في تسعينيات القرن الماضي، عاد إلى سورية ليجدها في فترة تراجع اجتماعي، فقد ازداد عدد المحجبات، الأمر الذي اعتبره تراجعاً اجتماعياً، لافتا إلى أن سورية لم تكن فيها هذه النسبة الكبيرة من المحجبات. ووصف الوضع سابقا في سورية، بالكارثي مشيرا إلى أن الدخل بالكاد يكفي المواطن لشراء الخبز. وعاد الفنان إلى دمشق في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بعد غياب سبع سنوات وعرف بمناهضته للثورة.