رغم مرور 11 عاماً على قيام ثورة 25 يناير المصرية، إلا أن الجمهور لم ينس أبداً مواقف بعض الفنانين، ممن كانوا في بداية اندلاع الشرارة الأولى منها، معادين لها، بل وأهانوا الثوار وكل من طالب بالحرية والعدالة الاجتماعية، وبإسقاط حكم نظام الرئيس المخلوع، الراحل حسني مبارك. يأتي ذلك رغم محاولات هؤلاء الفنانين تجميل وجوههم وإيجاد مبررات لمواقفهم الماضية، بحثاً عن استعادة مكانتهم وحب الجمهور وثقته فيهم، ولكن ذلك لم يحدث، ولا يزال هؤلاء الفنانون في القائمة السوداء في عيون جمهورهم.
الممثلة إلهام شاهين، رغم ما كانت تملكه من جماهيرية لسنوات، إلا أنها استطاعت أن تهد مكانتها تماما لدى كثير من محبيها، وبالتالي تقلصت أعمالها، إذ رفض كثير من المنتجين العمل معها بسبب موقفها المعادي للثورة، واختفت من الساحة الفنية لفترة. وعندما عادت، كانت بأعمال من إنتاجها، ولم تلق أيضا أي نجاح يذكر.
كانت شاهين قد خرجت أيام الثورة، ورفضت أن يرحل نظام مبارك بالطريقة التي تمّت، ووصفت الثورة نصاً في أحد تصريحاتها بأنها "ودتنا في داهية"، وأعلنت معاداتها لها، قائلة إنها لا تؤمن بها، واعتبرتها فخا للقضاء على الجيوش العربية، موضحة أنها لا تعتبر ما يحدث في الدول العربية، ربيعاً عربياً، بل هو "الزفت العربي"، على حد تعبيرها.
تقلصت أيضا نجومية الممثلة سماح أنور تماماً بعد موقفها المعادي للثورة. وحينما اختفت وعادت من خلال المشاركة في تقديم بعض البرامج على الإنترنت والظهور "لايف"، مع جمهورها كانت تتعرض لسلسلة من السباب الذي لا ينقطع، ويأتي ذلك بسبب عدم قدرة جمهورها على نسيان ما قالته عن ثورة يناير.
ومنذ عدة شهور، قالت أنور في تصريحات تلفزيونية لها، إنها رغم عدم ندمها على تصريحاتها، إلا أنها نادمة فقط على أسلوب تعبيرها عن رأيها، ولكنها، كما تشير، دفعت ثمن ما قالته من خلال رفْض كثير من المنتجين والمخرجين تشغيلها.
ولا تزال الفنانة غادة عبد الرازق تدفع ثمن رفضها القاطع لثورة يناير، وتراجعت أسهمها بشكل كبير، سواء على النطاق السينمائي أو التلفزيوني. وبعد عملها في كثير من أفلام مع المخرج خالد يوسف، الذي كان من أشهر داعمي الثورة، قبل أن ينقلب للتمهيد والترويج للانقلاب العسكري، حدثت مقاطعة فنية منه لها، ولم يعمل معها سوى في فيلم واحد فقط بعد سنوات من الخصام، وكان ذلك من خلال فيلم "كارما" عام 2018، الذي لم ينجح أبداً لتستعيد غادة نجوميتها من خلاله، إذ إن الكثير من جمهورها، لا يزال محتفظاً في ذاكرته بمشهد وجودها في ميدان مصطفى محمود، وترديدها هتافات لصالح نظام مبارك الرئاسي، وطالبت بصوت جهوري بعدم رحيله، ضاربة بكل آراء الثوار عرض الحائط.
يعد تامر عبد المنعم من الممثلين الذين اتخذ الجمهور منه موقفاً لا يزال الكثيرين منهم مصراً عليه، وذلك بسبب عدائه الصريح للثورة المصرية وتأييده لنظام مبارك، والذي لا يزال حتى الآن متمسكاً به؛ إذ يؤكد دائماً حبه الشديد لـ آل مبارك، وصداقته بأفراد أسرته، ربما تأثراً بوالده الذي عمل لفترة متحدثاً صحافياً في رئاسة الجمهورية، بعهد المخلوع مبارك.
وفي كل لقاءاته وتصريحاته، يحرص الملحن والمطرب عمرو مصطفى، على الحديث بحب شديد عن مبارك، مشيراً إلى أنه يزين منزله بصورة كبيرة له. ووصف الثورة دائما بأنها لا تعد أكثر من كونها نكسه ومؤامرة وممولة من الخارج، وحتى الآن مع كتابة عمرو عبر حساباته على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، يلقى هجوماً شديداً، وتذكيراً بموقفه المعادي للثورة المصرية.