يحتفل فندق المامونية الشهير في مدينة مراكش وسط المغرب بالذكرى المئوية لافتتاحه عام 1923. احتفال بتاريخ غني باحتضان أرقى الشخصيات وأشهرها.
قصة المامونية بدأت قبل قرون
يعود تاريخ المامونية إلى القرن الثامن عشر، عندما قدّم السلطان العلوي محمد بن عبد الله بستاناً فخماً مساحته 13 هكتاراً لابنه كهدية زفاف. في وقت لاحق، حوّل الابن البستان إلى مكان ترفيهي لحفلات الحديقة الرائعة.
عام 1922، بعد قرنين من الزمان، قرّرت شركة السكك الحديدية المغربية بناء فندق في الموقع يحتوي على نباتات استثنائية. صمّم المهندسان المعماريان الفرنسيان، هنري بروست وأنطوان ماركيزيو، بناءً يجمع بين رموز الأجداد للعمارة المغربية وأسلوب فن الآرت ديكو. فوُلد المامونية من الاتحاد بين راحة الغرب وروعة الشرق.
نقل موقع الفندق عن الشاعر والكاتب، خير الدين مراد، قوله: "لقد كان التصميم الأولي لمشروعهم يطابق بالفعل توقع الهروب الذي كان يأمله السائح الأجنبي".
فندق عشقه تشرشل
مع السنوات صار المامونية فعلاً مهرباً لشخصيات بارزة، بينها رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل، الذي اعتاد الإقامة به في الشتاء لتنشيط نفسه.
وبمجرد وصوله إلى المأمونية، كان يستبدل لباسه وشخصيته كرجل دولة بلباس الفنان، من دون أن يتخلى عن سيجاره المعتاد. انتقل من شرفة إلى أخرى بحثاً عن الشمس، ليعيد إنتاج هذا الضوء المميز في لوحاته المائية.
في رسالة إلى زوجته، كتب تشرشل: "إنه مكان رائع، أحد أفضل الفنادق التي زرتها على الإطلاق". لقد أدى حبه للقصر المغربي إلى تسمية بار الفندق باسمه، بالإضافة إلى أحد أكثر الأجنحة رمزية.
فندق اجتذب شارل ديغول وتشارلي شابلن
إلى جانب تشرشل، جذبت شهرة مراكش والمامونية شخصيات بارزة من عالم السينما، الذين حلّوا به لتصوير أفلام كلاسيكية مثل The Man Who Knew Too Much للمخرج ألفريد هيتشكوك، ما فتح أعين المزيد من المشاهير عليه.
ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي، زارت نخبة هوليوود وشخصيات سينمائية فندق المامونية، بينها تشارلي شابلن، مارسيلو ماستروياني، كلود لولوش، فرانسيس فورد كوبولا وأسماء شهيرة عدة.
وكانت بعض الشخصيات السياسية من الزوار المتكررين للقصر، بينهم فرانكلين روزفلت الذي أتى بناءً على توصيات تشرشل، وكذلك الجنرال شارل ديغول الذي طلب سريراً مصنوعاً خصيصاً ليتناسب مع قامته.
فندق متجدد عمره مائة عام
تجدّد المامونية مرات عدة منذ الخمسينيات من القرن الماضي، بينها تجديد المصمم الداخلي الفرنسي، جاك غارسيا، بين 2006 و2009، الذي أضاف مناظر غير مسبوقة من بستان نخيل وزيتون تاريخي إلى الألفية.
وأعاد غارسيا بناء المامونية مستنداً إلى تراثه التاريخي من العمارة العربية الأندلسية. للقيام بذلك، اعتمد على الفنانين والحرفيين المغاربة والمتخصصين في الفنون والتقاليد المحلية.
وفي 2018، اختير المامونية كأفضل فندق في الشرق الأوسط وأفريقيا من قبل مجلة Condé Nast Traveler المرموقة.
في 2020، بعد شهور عدة من التجديد، أعاد فندق المامونية فتح أبوابه لاستقبال الزوار وجذب النجوم، ربما لمائة سنة أخرى.