رأى المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي (1964)، في بيانٍ وزّعته "ميديا سرفيس بروفايدرز"، أنّ تجربة توفير أفلامه السينمائية على المنصّة الأميركية "نتفليكس"، منذ أسابيع قليلة، "ضخّت حياةً جديدة" في أعماله، ونقلتها إلى الحيّز العالمي، مُشيراً إلى أنّ التفاعل الكبير معها لمُشاهدين من جنسيات مختلفة، ومن لبنانيي الانتشار، أبرزَ كونها تعالج مسائل "تنطبق على قضايا الإنسان في كلّ زمان ومكان"، رغم انطلاقها من واقع لبناني.
تعرض "نتفليكس" 4 أفلام لعرقتنجي: "البوسطة" (2005) و"تحت القصف" (2008) و"ميراث" (2013 ـ 2014) و"إسمعي" (2017): "أفلامي السينمائية كلّها موجودة في هذه المجموعة. الأفلام مُتنوعةُ المواضيع، لكلّ منها لغته السينمائية المختلفة، وأسلوبه الإخراجي الخاص. قبل تجربة توفير الأفلام على "نتفليكس"، لم أكن مقتنعاً بأنّ هذا النوع من المنصّات مناسبٌ لعرض أعمال الفن السابع. أنا من عشّاق الشاشة الكبيرة، لأنها تجعل الفيلم يسيطر على المُشاهد الذي لا يملك القدرة، كما في المنصّات، على التحكّم به بواسطة جهاز التحكّم. صالة السينما تولّد انفعالاً عاطفياً لدى المُشاهد، من خلال الصورة أو الصوت".
أضاف عرقتنجي: "المنصّات لا تُوفّر هذه الجوانب، التي تصنع فرادة السينما وهويتها، لكنّها تضفي على الأفلام أبعاداً جديدة وجوانب أخرى"، وهذا أثبتته تجربة "نتفليكس". وقال عرقتنجي، وفقاً للبيان نفسه، إنّ الأفلام تكتسب، بفضل هذه المنصة، "بعداً عالمياً لا مثيل له. لمستُ هذا من رسائل أتلقّاها، بواسطة حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي، من أشخاصٍ من دول وجنسيات مختلفة، شاهدوها عبر "نتفليكس" في دولٍ لم تُعرض فيها سابقاً"، فعرضها خارج لبنان اقتصر سابقاً على الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا: "هذا عنصرٌ جديد بالنسبة إليّ. تيقّنت من أنّي تمكّنت من جعل مواضيع أفلامي تمسّ الإنسان ومشاعره وقضاياه في كلّ زمان ومكان. عرض أفلامي على المنصّة مكّن لبنانيي الانتشار حيثما وجدوا من مُشاهدتها، وأكثر من مرة إنْ أرادوا، وهذا لم يكن مُتاحاً لهم سابقاً".