بعد غياب دام سنتين، عاد المغني العراقي كاظم الساهر إلى إحياء الحفلات الغنائية. لم يكن كاظم الساهر بمنأى عن تحديات ما حصل في العالم منذ سنوات قليلة. المغني المتعب، قرر الغياب وفق إرادته لوقت. لكنه اليوم يحاول العودة بعد أن انخفضت أرقام المصابين بفيروس كورونا، وحصول هدوء في سوق الإنتاج قليلاً من الإصدارات أو الألبومات الجديدة، والعمل على إصدار أغان جديدة، بحسب ما تؤكد المعلومات. ويحكى أن الأغاني هي نتاج لعمل الساهر من منزله في فترة الحجر والاستراحة، ومنها قصائد تعيد الساهر إلى نجاحاته الأولى في هذا الخط الغنائي الرومنسي.
لم يكن مفاجأةً غيابُ الساهر عن عالم الأضواء، أو خياره بالاستراحة لوقت. على العكس، مهّد الساهر لذلك عن طريق غيابه وانسحابه من معظم برامج الهواة الفنية التي شارك ضمنها كمدرب في "ذا فويس" بنسختي الكبار والأطفال، وما ترتبت عليه من مسؤوليات كانت تعيق أو تأخُّر أعماله الفنية لوقت. وهو منذ بداياته كان يتفرغ لإعداد إصداراته الغنائية، والتشدد في المحافظة على مستوى أو نمط معين في الموسيقى والتوزيع، وورش اختيار الكلمات وصداقاته مع الشعراء الذين غنى لهم.
مساء الجمعة الماضي، وقف الساهر على مسرح "إكسبو 2020" في دبي، مستعيداً نشاطه الفني بباقة من أجمل أغنياته التي حفرت في ذاكرة الجمهور. لكن اللافت هو الانتقادات التي طاولت صاحب "قولي أحبك" فيما يتعلق بشكله، والكلام عن قيامه بعمليات تجميل غيرت معالم وجهه. وهذا ما ظهر واضحاً قبل الحفل، بعد الفيديوهات التي نشرها الساهر في دعوة جمهوره لملاقاته يوم الحفل. لكن التعليقات وبعد نشر مقاطع من الفيديوهات والصور من الحفل، جاءت متسائلة حول التغيير الذي طرأ على شكل الساهر، وكذلك عدم حماسه وهو يغني على المسرح.
تزامن الإعلان عن حفل كاظم الساهر في دبي قبل أيام مع إطلاق تمثال خاص من الشمع لصاحب "زيديني عشقًا" في متحف الشمع في دبي، لتبدأ ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لشكل الساهر في التمثال المصنوع من الشمع. لكن ذلك تحول إلى حقيقة عبر مواقع التواصل بعد الظهور الأول للساهر وبدت ملامحه متغيرة جداً. وكان واضحاً أنه خضع لثلاث عمليات تجميل واضحة، من جهة شد الوجه بداية إلى حقن في محيط العينين، وعملية تبييض أسنان. وهو ما دفع متابعين للحفل السؤال عبر مواقع التواصل عن سبب تغير ملامح الساهر. وكتبت ناشطة: "كاظم مش كاظم"، وقال آخرون إنه تعب جداً من الأوضاع عموماً كنوع من الدفاع عنه.
عشرات المتفرجين في دُبي جميعهم هتفوا لـ"أبو وسام" ورددوا معه الأغاني، عن ظهر قلب. وكانت لافتة عودة الساهر إلى القديم الغنائي، واللعب من خلال استحداث تقنيّات جديدة في التوزيع الموسيقي لهذه الأغاني وبطريقة مباشرة، ما يمهد لإصدارات جديدة يُقال إنها تتمة لنجاحات الساهر في البدايات وتحفظ له خطه الغنائي المتفرد.
يحمل كاظم الساهر مسؤولية كبيرة في خياراته اليوم، خصوصاً أمام جمهور عريض يسعى دائماً لمتابعته أو التفاعل مع أي نشاط فني أو إنساني يقوم به، وهو إلى ذلك رغم "التعديل" في الشكل، يبقى "متفوقاً" في المضمون.