كريستوف أونوري: هناك عنف باختزال المرء بالبنوّة

14 يونيو 2024
كريستوف أونوري: الفيلم حالم وعابق بالسينما (زوليرا نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فيلم "Marcello Mio" لكريستوف أونوري يستكشف أزمة هوية شيارا ماستروياني، التي تعيش حياة والدها مارتشيلو ماستروياني، متبنية أسلوبه بتصميم لافت.
- أونوري يشارك رؤيته في "بروميير"، موضحًا أن الفيلم ينبع من تواطؤ مع شيارا، مع التركيز على الهوية المتميزة للممثلين في السينما، بعيدًا عن كونه عن تصوير فيلم.
- الفيلم، الذي سيعرض تجاريًا في فرنسا بمايو 2024 بعد مشاركته في مهرجان "كان"، يعد تحية للسينما ومارتشيلو ماستروياني، معتمدًا على الكوميديا والتماهي العميق بالشخصية من قبل شيارا.

جديد الفرنسي كريستوف أونوري (1970) روائيّ طويل (120 دقيقة) بعنوان Marcello Mio، يغوص في فصولٍ من سيرة المغنية والممثلة الفرنسية شيارا ماستروياني، ابنة مارتشيلو ماستروياني وكاترين دونوف: في صيفٍ مضطرب، تجد شيارا نفسها في خضم أزمة هوية. اقتناعاً منها بوجوب عيش حياة والدها، تتبنّى أسلوبه في الملابس، وحديثه وإيماءاته، بتصميم لا يتزعزع. تحوّلها هذا لافتٌ للانتباه، إلى درجة أنّ من حولها يخلطون بينها وبين والدها، فينادونها باسمه الأول.

بمناسبة إطلاق عروضه التجارية الفرنسية في 22 مايو/أيار 2024، بعد أول عرض دولي له في مسابقة الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي، تنشر "بروميير" (مجلة سينمائية شهرية فرنسية)، في عددها الأخير (يونيو/حزيران 2024)، حواراً مع أونوري، يبدأ بسؤال تييري شيز عن كيفية ولادة الفكرة: "أصل الفيلم وواقع أنّه يُمكن تحقيقه يرتكزان على تواطؤ مصنوع بيني وبين شيارا، منذ تعاوننا الأول في "أغنيات الحبّ (Les Chansons D’Amour)"، قبل 17 عاماً. كما يفعل سينمائيون كثيرون، لديّ رغبة في إنجاز فيلمٍ عن السينما، من دون أن يكون عن تصوير فيلم. ما يهمّني أن أحاول الإحاطة بالهوية المتميّزة جداً لممثّل أو ممثلة في السينما".

يُضيف أونوري أنّ شيارا ستكون "العينة الخاصة" به، أي النموذج الأصلي للفكرة والفيلم. يعترف أنّه منذ زمنٍ يحلم بتحقيق فيلمٍ عنها، وعن علاقتها بالسينما، كما عن بنوّتها. يقول إنّه يتحقّق من واقعٍ مفاده أنّه، بعد كلّ فيلمٍ لهما معاً، تُجرى حوارات معها، وبدءاً من السؤال الثاني، "يبدأ الحديث عن والديها". يقول أيضاً إنّ لديها ظُرفاً وسخرية في الردّ على هذا النوع من الأسئلة: "متمكّن أنا من رؤية العنف الذي يمكن لهذا أنْ يمثّله: أي أنْ يُختَزل المرء كلّ مرة بالبنوّة. في هذه الحالة، الطريقة مزدوجة. غريزياً، لشيارا ميلٌ إلى محو ذاتها، كي تختفي بشكل جيد. ذات يوم، أقول لنفسي: ماذا لو أنّها تفعل العكس؟ ماذا لو تُعيد إحياء والدها عبرها؟".

إذاً، أموافقة هي سريعاً على هذه الفكرة؟ "عند اتصالي بها، أخبرها أنّي راغبٌ في أن يكون فيلمي المقبل معها. لم أفكّر بأنّها ستدعني أطوّر فكرتي. تُجيب بـ"نعم" مباشرة، وتضيف: "سيكون مُضحكاً جداً". أستطيع القول إنّها هي مانحة الفيلم نغمته، تلك الخاصة بالكوميديا، مع فتاة تفرض على الآخرين جنونها". وهذا، بحدّ ذاته، يُشكِّل عمل كلّ ممثل في التصوير، كما يقول أونوري: "(أي) التماهي بالشخصية التي سيؤدّيها".

يرى أونوري أنّ هذه طريقة جيدة في الحديث عن السينما والممثلين: "هناك شعور بمعرفة من هو مارتشيلو ماستروياني عبر أفلامه، علماً أنّه عارفٌ دائماً كيفية الالتفاف والتحايل، كي لا يتحدّث أبداً عن حياته الخاصة. هذا الفيلم حالمٌ وعابقٌ بالسينما". رغم هذا، يعترف أونوري بأنّ "سينيفيليّته" غير متشكّلة بفضل ممثلين، بل سينمائيين. يقول إنّ شقيقه الأكبر يلتهم "استديو" و"بروميير"، بينما يصف نفسه بأنّه، حينها، "شرير" العائلة، ولهذا يغرق في "دفاتر السينما" (ثلاث مجلاّت سينمائية شهرية فرنسية ـ المحرّر).

المساهمون