كيف استقبل المصريون تصريحات السيسي حول حالتهم وغزة؟

القاهرة

أحمد عزب

avata
أحمد عزب
25 يناير 2024
5466
+ الخط -

أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية أعياد الشرطة، اليوم الأربعاء، ضجة واسعة بين المصريين، إذ قارن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر بتلك التي في قطاع غزة الذي يعيش تحت الحصار منذ 17 عاماً، ويشهد مجازر يومية بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ أكثر من مائة يوم.

وخلال خطابه، قال السيسي: "يعني مش هناكل؟ احنا بناكل. يعني مش هنشرب؟ احنا بنشرب وكل حاجة ماشية. طب غالية أو بعضها مش متوفر؟ ايه يعني. بقولكم ربنا مثال حي لناس مش عارفين ندخلها أكل. اللي هو الأساسيات يعني شوية قمح ودقيق وشوية زيت عشان يعملوا رغيف عيش ياكلوه بقالنا أربع شهور".

التصريحات هذه أثارت استهجاناً وسخرية بين الناشطين الذين أشاروا إلى التناقض الواضح بين وعوده بتحسين الأوضاع والواقع المرير الذي يعيشه المواطنون. وتنوعت ردود الفعل بين التعجب من تدرج وعوده لهم من مرحلة "هتبقى قد الدنيا"، إلى مرحلة "مش أحسن ما تبقى زي سورية ولا العراق"، والتي انتهت بمقارنتهم بضحايا الحصار والمجازر الإسرائيلية في القطاع، وبين النقد اللاذع للرئيس وتوجيه المسؤولية له بشكل شخصي.

الجمهورية الجديدة التي وعد بها السيسي أصبحت، في نظر البعض، تنحصر في ضمان توفير الغذاء فقط، وهو ما دفع البعض للتعبير عن سخريتهم من الواقع الراهن في مصر.

من جهته، قدّم الأكاديمي عمار علي حسن تحليلاً لمراحل وعود السيسي للمصريين، معبراً عن تساؤلاته وانتقاداته. وقال: "وصلنا إلى مرحلة: عشان منبقاش زي غزة... هل في هذا أي تصريح أو تلميح؟ إشارة أو عبارة، تدل على امتلاك حلول لمشكلاتنا في سنوات قليلة قادمة، كما سمعنا من رئيس الوزراء مؤخراً".

وأعرب حسن عن اعتقاده بأن الشعب المصري يتعرض لابتزاز مفرط، إذ يتم تحميله وحده مسؤولية الحفاظ على الدولة، بينما تسلك القرارات العليا غالباً اتجاهاً معاكساً. كما أكد على أهمية تجنب استخدام استمالات الخوف والتهديد في التعامل مع قضايا البلاد، وأشار إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، وقد حث على توفير أمل حقيقي ومستدام كخطوة للخروج من المأزق الحالي.

واختتم تحليله بالقول: "إن تجنب هذا المسار المدمر يأتي مع منح أمل غير كاذب، ضوء في نهاية النفق، نمضي إليه وفق خطة مختلفة عن تلك التي وضعتنا على حافة الهلاك".

واتفقت معه منال عبد العال، وكتبت على "إكس"، تقول: "‏رحلة المصري من: أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا، إلى: مش أحسن ما تبقوا عايشين مجاعة زي غزة؟".

وفي السياق ذاته، علق حساب "المجلس الثوري المصري" على "إكس": "انتقلنا من "مصر حتبقى أد الدنيا" في 2013، مروراً بـ"مش أحسن ما نبقى زي سورية والعراق" وصولاً اليوم لـ"كويس قوي انكم بتاكلوا وتشربوا واحمدوا ربنا انكم مش زي ‎#غزة". هذا هو ملخص حكم ‎#السيسي 10 سنوات. في ‎#ثورة_يناير كنا نهتف عيش حرية عدالة اجتماعية واليوم يستكثر السيسي العيش وحده علينا".

بينما عبرت الناشطة رشا عزب عن دهشتها بالقول: "رأس الدولة نفسها بيحط أوضاع مصر في مقارنة مع قطاع غزة المحاصر من 17 سنة واللي بيواجه أبشع احتلال عنصري واستعماري، وبيتعرض دلوقت لحرب إبادة شاملة ومجاعة! ما احنا قلنا والله، احنا كمان محتلين ومحاصرين زي فلسطين وقولتوا بلاش مبالغة!".

وعلق أحمد على تصريح السيسي قائلاً: "لافت جداً للنظر المقارنة بينا وبين دولة محتلة... مقارنة ممتازة الحقيقة".

وكتب فرج نصار: "بيقارن أعظم دولة في الشرق الأوسط وهي بتحتفل بانطلاق الجمهورية الجديدة بشعب محاصر والكل شارك في حصاره، أنا لو منه كنت أتكسف حتى أقول اسم غزة مش أضرب بيها مثل يجلب العار زي ده الموضوع بقى ماسخ أوي مفيش حد يقوله التزم باللي مكتوب ومتجودش من عندك... عشر سنين بنقولك متجودش من عندك".

وتساءلت شيري مستنكرة: "‏هو بجد قارن بلد مستقلة مساحتها مليون كم مربع فيها 100 مليون بني آدم بمدينة 300 كم فيها 2 مليون بني آدم محاصرين في بلد محتلة من 75 سنة و بيقول لنا احمدوا ربنا... ولا انتوا بتكذبوا؟".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في عمّان تطالب بكسر حصار غزة \ 8 11 2024 (العربي الجديد)

سياسة

نُظمت مسيرة حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الجمعة، دعا خلالها المشاركون إلى كسر الحصار عن شمال غزة ووقف العدوان المتواصل على فلسطين ولبنان.
الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
أمام السفارة الأميركية في لندن، 2 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج أكثر من مائة ألف متظاهر وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بموقف الحكومة البريطانية الداعم لحرب الإبادة في غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان
المساهمون