عند الخامسة من مساء أمس الجمعة، اكتظ "ميدان السبعين" في العاصمة اليمنية صنعاء، احتفاءً بعرس مصطفى المومري، بعد أن امتلأت صالة زفافه بالحاضرين القادمين من كل مكان، ما أثار ذعر الحوثيين الذين أجبروه على إلغائه.
وفي أقل من ساعة، انتقل الاكتظاظ الذي بدت عليه شوارع صنعاء إلى مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً وانتقاداً ودفاعاً. وأثارت أرقام المحتشدين نقاشاً محتدماً حول الشهرة.
لا تاريخ لمصطفى المومري، لكنه بحسابات الأرقام صار نجماً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "يوتيوب"، حيث ينشر فيديوهات أساسها الصراخ والشتائم. وهذه الشعبية المفاجئة دفعت جماعة الحوثيين إلى توقيفه وإلغاء حفل زفافه، رغم أنه أطل في فيديو أمام الحضور معلناً إلغاء الزفاف بسبب "التعب" و"خروج الأمور عن السيطرة".
لم يكن المومري يحتاج إلى أي محتوى عندما فكر في إنشاء قناة على "يوتيوب". إلا أن ما يزيد على 835 ألف مشترك، منذ إنشائها في 17 فبراير/ شباط من العام الماضي، ادخروا وقتاً لمتابعة مقاطعه.
لمع نجم المومري عبر مقاطع متكررة المحتوى في مجملها لا يتوقف فيها عن الصراخ والسباب. وكان أكثر ما راج له شتائمه الموجهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بكلمات إنكليزية متقطعة غير سليمة.
بدا في أكثر مقاطعه ناقماً غير عابئ بالظهور بشكل لائق. يحرّك يديه ورأسه بعشوائية، ويضرب جبينه مغالاة في مشاعر الاستياء والغضب في قضايا تشغل الرأي العام في اليمن. لكن أكثر ما زاده شعبية، ما يطغى على حديثه من إيحاءات جنسية.
خلال سنوات الحرب اليمنية، تصاعد خطاب شعبوي في منطق النخبة والسياسيين وعلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في وصف ما آلت إليه حال البلد وتفسير الصراع. وباتت جماهيرية هذا الخطاب حاضرة في وعي اليمنيين، وهو ما أعاده المومري جدلاً في الحديث عن محتوى اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً "فيسبوك" و"يوتيوب".
إحدى مجموعات "فيسبوك"، مثلاً، أنشئت في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، باسم "مصطفى المومري"، وفيها أكثر من 65 ألف عضو، فضلاً عن صفحات أخرى حصدت متابعة عشرات الآلاف من الحسابات.
منذ الأعوام الماضية، زاد عدد قنوات اليمنيين على "يوتيوب"، وباختلاف مضامينها يتنافس منشئوها على مشاهدات أكثر وربح مالي، فانصرف معظمهم لإنتاج المحتوى الترفيهي. لكنّ أعداداً قليلة نجحت في إنتاج محتوى مدروس ومنظم، رغم الظروف الصعبة التي تحيط بواقع الإنتاج المحلي وإمكاناته المتواضعة، لكنها بحسابات منطق أرقام المشاهدات تتضاءل أمام منصات تنقل الرداءة.