لوحات تشكيلية تُجسِّد العدوان الإسرائيلي على غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
08 يونيو 2021
لوحات تنقل إجرام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة
+ الخط -

اختزلت الفنانة الفلسطينية ياسمين الجربة تفاصيل 11 يوماً، هي حصيلة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في لوحة تشكيلية داكنة اللون، عَبَّرت فيها عن مشاهد الدمار والقلق والرعب الذي عاشه الفلسطينيون خلال فترة العدوان.

وشاركت الجربة، وإلى جانبها نحو 30 فناناً وفنانة، في المعرض التشكيلي "تراب وحجارة"، الذي نظمته قرية الفنون والحرف التابعة لبلدية غزة اليوم الثلاثاء، في مقر القرية غربي مدينة غزة، ويتناول تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي المُباشر للمدنيين الفلسطينيين في القطاع.

وعَمّت مشاهد الدمار والتخريب والألوان الداكنة على اللوحات التشكيلية المُشارِكة في المعرض، إذ ظهرت مشاهد البنايات المُهدمة جراء القصف الإسرائيلي، وإلى جانبها مشاهد الدخان الأسود والنار التي تلتهم ممتلكات المواطنين، فيما لم يغفل المُشارِكون عن تصوير ملامح الخوف والقلق ومشاهد الفراق والوداع لحظة تشييع جثامين الشهداء.

وتقول التشكيلية ياسمين لـ"العربي الجديد"، إن لوحتها التجريدية تناولت كل ما جرى خلال فترة العدوان، إذ صَوّرت مشاهد قصف الأبراج، والمحال التجارية، كذلك عَبّرت عن تدمير الصحف بدمج قصاصات منها، فيما لم تغفل عن تصوير دور المقاومة الفلسطينية. وقد ركزت في لوحتها ذات الخلفية السوداء على الألوان الأربعة للعلم الفلسطيني. وألمحت إلى الطفولة الضائعة عبر بالون تائه في السماء، فيما لم تغب مشاهد الرعب عن وجه متفاجئ، حوله ظلال الشهداء.

وعبّرت الطفلة الفلسطينية شيماء الحلو (11 عاماً) عن ملامح خوف الأطفال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر لوحة تشكيلية صَوّرت طفلة كانت تحلم بأن تصبح مهندسة، إلا أن الحرب دمرت أحلامها، فيما عمّت مشاهد الدمار وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود الكثيف من منطقتها.

 

شيماء/ العربي الجديد

 

ومزجت شقيقتها غيداء الحلو ( 16 عاماً) الألوان مع الألم والأمل في لوحتها، وفق تعبيرها لـ"العربي الجديد"، حيث صَوّرت غزة وكأنها سيدة تنهض من بين رُكام البيوت والمنشآت المقصوفة بكل عنفوان وقوة وصمود، فيما تتجه أنظارها نحو القدس، في تعبير عن الأمل بالتحرير، وترى أن الفن والإبداع وسيلة مهمة للتعبير عن الواقع.

واختلفت وسيلة الفنانة الفلسطينية لميس الكحلوت في التعبير عن الألم المُصاحِب لمشاهد التدمير، إذ صَوّرت العمارات المُستهدفة والمشتعلة فوق رأس فتاة مغمضة العينين، في ظل حالة من الترقب والقلق، في وصف لحالة الثقل التي خلفها العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المنشآت السكنية بشكل ملحوظ ومباشر.

واختارت الفنانة هنادي الناجي، رسم رُكام برج هنادي، الذي استهدفته الطائرات الحربية الإسرائيلية وحوّلته إلى رُكام، وتقول لـ "العربي الجديد" بلغة الإشارة وبمساعدة صديقتها، إنها كانت تحبه كثيراً لأنه على اسمها، إلى جانب جمال مشهده الخارجي قبل القصف، وإنها مستغربة استهداف مبانٍ سكنية ومدنية.

وضمّت زوايا المعرض العديد من اللوحات التي تُظهِر استهداف الأطفال والمدنيين والنساء، حيث صَوّرت الفنانة تغريد شُراب طفلة تحمل دُمية على رُكام بيتها الذي يعتليه علم فلسطين، فيما ظهرت بلوحة أخرى للفنانة فاطمة مقداد تنهيدات والدة شهيد، كانت تصرخ وقد أحاط بلوحتها اللون الأسود القاتم، تعبيراً عن حالة الحزن والحداد.

وتضمنت صور المعرض مشاهِد استهداف المؤسسات الصحافية، عبر لوحة لعدسة كاميرا مُهشمة يتوسطها مشهد قصف بُرج الجلاء الذي يضم عدداً من المؤسسات الصحافية، فيما ضمّ لوحات تصور مشاهد النار والدمار، ولوحات لفتيات يحملن أعلام فلسطين، وفي قلوبهن حُطام العدوان.

وتوضح المُهندِسة نهاد شقاليه، مديرة قرية الفنون والحرف، أن المعرض يأتي لإظهار تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى جانب تأكيد صمود الشعب الفلسطيني في وجه مختلف الممارسات، وأنه قادر على تجاوز الصعوبات والمِحَن، وتحويلها إلى مِنَح.

وتبين شقاليه في حديث مع "العربي الجديد"، أن المعرض أظهر حالة الدمار والحزن والشهداء والدماء والذهول، لكنه صوّر في الوقت ذاته غزة كطير العنقاء الذي يخرج من بين الرُّكام والرماد، وتضيف: "غزة اعتادت الجرائم الإسرائيلية، لكنها تخرج في كل مرة بعزيمة أقوى".

ذات صلة

الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
الكاتب والكوميدي البريطاني ديفيد باديل في أوكسفورد، 2 إبريل 2016 (ديفيد ليفنسون/ Getty)

منوعات

بعدما حذفت صحيفة جويش كرونيكل سلسلةَ تقارير لصحافي إسرائيلي احتوت معلومات مضللة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن عددٌ من أهم كتابها الاستقالة.
الصورة
زائر يتفقد منتجات "إنتل" في معرض تكنولوجي بتل أبيب، 3 سبتمبر 2019 (فرانس برس)

اقتصاد

يسيطر الخوف على قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، والاقتصاد بشكل عام، من تداعيات الأزمة الحادة التي تتعرض لها شركة إنتل، التي لديها أنشطة واسعة في إسرائيل.
الصورة
الصاروخ اليمني أحدث حفرة في موقع سقوطه شرق تل أبيب (إكس)

سياسة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل، دون إصابات، وسط دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة.
المساهمون