"إنّها المرّة الأولى منذ 15 عاماً التي يفقد فيها فيلمٌ لـ"مارفل" مالاً في شبّاك التذاكر. أتكون هذه الحالة نهاية عهد الأبطال الخارقين في هوليوود؟". وراء "مارفل" هناك امبراطورية، واسم الامبراطورية "ديزني"، و"ديزني" كلّها "تهتزّ".
هذه خلاصة قراءات نقدية وصحافية متفرّقة، منذ إطلاق العروض التجارية الدولية في 8 (فرنسا وبلجيكا وسويسرا الفرنسية) و10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (الولايات المتحدّة الأميركية وكيبيك الكندية) لـ"ذا مارفلز (The Marvels)"، للأميركية نيا داكوستا. الأرقام "مخيفة"، وعناوين عدّة لأخبار ومقالات تعكس حجم القلق والارتباك. مثالٌ أول: (الفيلم) "ينهار"، إذ يتفوّق عليه فيلمٌ ياباني ("الصبي ومالك الحزين" لهاياو مِيازاكي)، وآخر سيرة حياتية (L’abbe Pierre – Une Vie De Combats للفرنسي فريديريك تِلّييه). مثالٌ ثانٍ: "هوليوود تخسر معركة شبّاك التذاكر مع الصين"، كما يكتب أدريان روش، في ecran large (موقع إلكتروني فرنسي متخصّص بالثقافة والفنون الشعبية، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023). يُضيف أنّ الانطلاقة السيئة في الصين لـ"ذا مارفلز"، وThe Hunger Games: The Ballad Of Songbirds And Snakes للأميركي فرنسيس لورنس، تُذكِّر أنّ الأفلام الهوليوودية الرائجة، ذات الميزانيات الكبيرة، تواجه صعوبة "البقاء حيّةً" في هذه السوق، المُربحة غالباً.
في فرنسا، يُذكر أنّ "ذا مارفلز" يحتلّ المرتبة الـ4 في لائحة الأفلام الأكثر إيرادات، في الفترة بين 15 و21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بجذبه 183 ألفاً و845 مُشاهداً، ما يرفع العدد إلى 552 ألفاً و852، منذ بدء عرضه في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وهذا بعد الحلقة الجديدة من "ألعاب الجوع" (613 ألفاً و191 بطاقة مُباعة في الفترة نفسها، أي في أسبوعه الأول)، و"الصبي ومالك الحزين" (211 ألفاً و402 بطاقة مُباعة، والرقم يرتفع إلى مليون و231 ألفاً و15 بطاقة مُباعة منذ بدء عرضه التجاري في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023)، وفيلم السيرة لتِلّييه (194 ألفاً و933 بطاقة مُباعة، والرقم يبلغ 545 ألفاً و497، منذ بدء عرضه في 8 الشهر الجاري).
بالنسبة إلى "بوكس أوفس موجو" (موقع إلكتروني أميركي يُعنى بإيرادات الأفلام في العالم)، فإنّ الأرقام غير مُشجّعة أبداً، إذ يُحقّق فيلم داكوستا، منذ 10 الشهر الجاري، 167 مليوناً و10 آلاف و163 دولاراً أميركياً، في مقابل ميزانية إنتاج تبلغ 270 مليوناً، من دون تكاليف التسويق والترويج.
في مقالة له بعنوان "أفول الأبطال الخارقين ـ مارفل"، المنشورة في "لو سوار" (صحيفة يومية بلجيكية باللغة الفرنسية)، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يكتب ديدييه زكاري أنّ تلك الأرقام، في 3 أسابيع، بعيدة عن استعادة المدفوع في إنتاجه، وبعيدة أكثر عن أرقام سابقة تُحقّقها معظم أفلام "مارفل"، التي (الأرقام) تُجاور مليار دولار أميركي: "(الفيلم) يُشبه كارثة صناعية. (النص الكامل على الموقع الإلكتروني) (إنّها كارثة) إضافية لـ"ديزني"، والأولى بالنسبة إلى مصنع الأفكار. فهل نشهد أفول الأبطال الخارقين؟"، علماً أنّ هؤلاء الأخيرين يفرضون "قانونهم" على هوليوود منذ 15 عاماً. فـ"النجاح"، الذي شهده "استديو مارفل" في تلك الفترة، "مؤثّرٌ في كلّ صناعة السينما الأميركية".
يلفت زكاري الانتباه أيضاً إلى أنّ "عالم مارفل المشهور" (Marvel Cinematic Universe)، المُختَصر بـMCU، "الذي تتقاطع فيه شخصياته بين فيلمٍ وآخر، وتضع نفسها في قوس سرديّ أكبر، بإمكانيات غير محدودة"، هذا العالم نفسه "نموذج الفائز الذي يجهد المتنافسون على الاقتداء به".
لكنْ، بعد الفشل التجاري لآخر إصدار له، يواجِه هذا "العالم" مأزقاً خطراً، يُهدِّد وجوده، غير واضحةٍ إلى الآن كيفية الخروج منه.