استمع إلى الملخص
- اختيار سايبان للمحاكمة يعكس تفضيل أسانج لتجنب السفر إلى الولايات المتحدة القارية، مما يسلط الضوء على التعقيدات القانونية والدبلوماسية للقضية، بالإضافة إلى قربها من أستراليا، موطنه الأصلي.
- تشتهر سايبان بجمالها الطبيعي وتاريخها الغني، وتعد وجهة سياحية متنامية، والآن تستعد لدور محوري في ختام قضية أسانج القانونية الدولية، مما يبرز أهميتها الجغرافية والسياسية.
ستستضيف جزيرة سايبان الاستوائية في أرخبيل ماريانا الشمالية في المحيط الهادئ، التي تشتهر بشواطئها الرملية وحطام السفن التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، الفصل الأخير من ملحمة جوليان أسانج القانونية التي استمرت 14 عاماً. وأسانج في طريقه إلى قاعة المحكمة في الجزيرة حيث من المتوقع أن يقر بالذنب غداً الأربعاء في تهمة جنائية واحدة في صفقة ستشهد إطلاق سراحه والعودة إلى وطنه أستراليا.
وقال ممثلو ادعاء أميركيون إن مؤسِّس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، وافق على الاعتراف بالذنب في تهمة جنائية واحدة تتمثل في التآمر للحصول على وثائق عسكرية أميركية سرية، والكشف عنها، مقابل حكم بالسجن لمدة 62 شهراً قضاها بالفعل. وقال المدعون الأميركيون إنه إذا وافق القاضي على التماسه، فمن المتوقع أن يعود أسانج إلى أستراليا بعد الجلسة.
جزر ماريانا الشمالية
تعد جزر ماريانا الشمالية، التي يحيط بها المحيط الهادئ الشاسع، موقعاً صغيراً نائياً يتبع أكبر اقتصاد في العالم. أقرب جيرانها الكبار هما اليابان والفيليبين، وعلى الأخص في هذه الحالة، أستراليا، موطن جوليان أسانج الأصلي، حيث من المتوقع أن يعود إليها بعد اكتمال صفقة الإقرار بالذنب. ووفقاً للوثائق القضائية، فإن جزر ماريانا الشمالية قد اختيرت "في ضوء معارضة المدعى عليه للسفر إلى الولايات المتحدة القارية" وكذلك "لقربها" من أستراليا.
أراضٍ أميركية
سيمثل أسانج أمام قاضٍ أميركي في محكمة في سايبان، أكبر جزيرة في الأرخبيل حيث يعيش 90 في المائة من سكانها البالغ عددهم 51 ألف نسمة، وفقاً لكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية. ومواطنو جزر ماريانا الشمالية هم مواطنون أميركيون ولكنهم يتمتعون بحقوق مختلفة عن الأشخاص من الولايات الخمسين، فلا يمكنهم التصويت في الانتخابات الرئاسية على سبيل المثال، كما هي الحال في مناطق أميركية أخرى مثل بورتوريكو وغوام وجزر فيرجن الأميركية.
وتعرّض الأرخبيل للاحتلال الإسباني عام 1668، حيث قضت الحرب والمرض على معظم السكان الأصليين. وفازت الولايات المتحدة بجزيرة غوام عام 1898 بعد الحرب الإسبانية الأميركية، لكنها باعت جزر ماريانا الشمالية المجاورة لألمانيا. وكانت اليابان تدير الجزر في أوائل القرن العشرين، حيث جلبت آلاف العمّال وغَزَت غوام من هناك في الحرب العالمية الثانية. واستولت الولايات المتحدة على المنطقة في عام 1944 في معركة سايبان. وبعد عقود من السيطرة الأميركية، صوّت السكان عام 1975 لصالح الانضمام إلى الولايات المتحدة كإقليم. وللإقليم مندوب دائم في مجلس النواب الأميركي، رغم أنه لا يستطيع التصويت.
وجهة استوائية وكوارث طبيعية
تقول وكالة المخابرات المركزية إن الجزر تعتمد على واردات الطاقة ولكن لديها صناعة سياحية متنامية، خاصة من الصين وكوريا الجنوبية. ويأتي المصطافون لركوب الأمواج والغوص، أو ببساطة للاستمتاع بدرجات حرارة تبلغ نحو 29 درجة مئوية على مدار العام. كما أنها قريبة من خندق ماريانا وتشترك في الاسم معه، وهي أعمق نقطة معروفة في محيطات العالم ولطالما أذهلت العلماء والمستكشفين.
وهناك 14 جزيرة في سلسلة جزر ماريانا الشمالية، والتي تمتد تقريباً من الشمال إلى الجنوب لمسافة حوالى 600 كيلومتر. وتنتشر فيها البراكين النشطة ويمتد موسم الأعاصير من يوليو/ تموز إلى يناير/كانون الثاني. وقد اجتاح المنطقة إعصار يوتو الفائق في عام 2018، وهو أقوى إعصار يضرب جزر ماريانا على الإطلاق وثاني أقوى إعصار يضرب الولايات المتحدة على الإطلاق، وفقاً للحكومة الأميركية.
وتنتشر في سايبان ملاعب الغولف وتحيط بها الشواطئ الرملية، ويستغرق عبور الجزيرة ساعة واحدة فقط. وقد كانت موقعاً لمعركة سايبان الدموية خلال الحرب العالمية الثانية، لذا تنتشر في الجزيرة والمناطق المحيطة بها النصب التذكارية وحطام السفن التي تحظى بشعبية لدى الغواصين.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)