أصدرت متاحف قطر صوراً جديدة ومقطع فيديو افتراضي، الخميس، لمتحف لوسيل المستقبلي، المقرر بناؤه على الطرف الجنوبي لجزيرة المها في مدينة لوسيل الحديثة شمالي الدوحة، كاشفةً عن تفاصيل جديدة لهذه المؤسسة المتخصصة في الفنون، والمزودة بمركز دولي للفكر والبحث.
وقال بيان لهيئة متاحف قطر إن متحف لوسيل عبر مجموعته النادرة من الفن الاستشراقي، التي تظهر "انتقال الأشخاص والأفكار في جميع أنحاء العالم، في الماضي والحاضر.. يساعد على تبديد الانقسامات الحاصلة في العالم، عبر الحوار والفن والابتكار".
ويُجسد تصميم المتحف للمعماريين السويسريين هيرتزوغ ودي ميرون رسالة التلاقي والحوار في مبنى أنشئ ليكون "سوقاً تقليدية ذات توسع رأسي، أو مدينة مصغرة داخل مبنى واحد"، وسيشكل المتحف المحور الثقافي لمدينة لوسيل، المدينة المستدامة التي يجري تطويرها شمال الدوحة حالياً.
ويأخذ مخطط المتحف شكل دائرة، تنقل في آن واحد طابعاً عالمياً ولمسة خاصة من تقاليد البناء في الشرق الأوسط عامة والدوحة خاصة، وتُكوّن ثلاثة أشكال كروية حجم المبنى وتُقسمه إلى جزأين، أحدهما شبيه بالبدر والآخر بهلال يلتف حوله.
وترسم الانحناءات المزدوجة الناتجة عن الكرات، فضاءً داخلياً على شكل هلال مُضاء بشكل طبيعي من الأعلى، ويعمل كطريق رئيسية تربط مداخل المتحف بالبهو المركزي وأماكن الخدمات العامة الأخرى مثل المكتبة، وقاعة المحاضرات، والمتجر، والمقهى، والمصلّى.
أما مظهر المبنى الخارجي فيأخذ ملمساً خشناً، وترابياً يشبه الرمل، ومتيناً نظراً لموقعه الساحلي، فيبدو وكأنه جزء لا يتجزأ من الأرض الذي سيقام عليها. ويدخل الضوء إلى المساحات الداخلية من نوافذ مظللة وغائرة في واجهة المبنى، تحميها من أشعة الشمس المباشرة وتُبقي مشهد البحر ومدينة لوسيل المحيطين بالمتحف واضحاً.
وذكر بيان متاحف قطر أن من شأن مشاريع التعاون مع الحرفيين المحليين والإقليميين إحياء الروابط مع تقنيات البناء التقليدية المحلية، وتعزيز الحفاظ على المهن التقليدية والتبادل الثقافي.
ووسط مشهد المبنى القوي، تأتي الفضاءات التي أُدرجت كعناصر نقيضة، بمقياس ونوعية مختلفين، إثراءً لتجارب الزوار الحسية، فهناك درج مركزي من الجبس المصقول، ومصلى بجدران معدنية عاكسة للضوء، ومكتبة بألواح خشبية، وقاعة للمؤتمرات تفاصيلها رقيقة ودقيقة، وفتحات في الجدران بها مقاعد ووسائد من القماش في جميع الأرجاء، كلها عناصر يختلف ملمسها باختلاف المادة المستخدمة مثل الخشب، والمنسوجات، والمعادن، والخزف.
ويختلف شكل الفضاءات وحجمها في طوابق صالات العرض باختلاف موقعها، ولكنها صممت بمرونة لتستوعب مختلف أنواع المعارض، وقد أُدرجت نسخ طبق الأصل لأربعة عناصر معمارية من مبانٍ تاريخية مهمة في الطابق العلوي لصالات العرض كمساحات أساسية. أما هذه المباني فهي: القبة التي تغطي جناح غرفة نوم مراد الثالث في قصر توبكابي في إسطنبول (1579)، وقبة المسجد الجامع في نطنز (1320)، وقبة نافورة الوضوء في صحن مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة (1296)، وقبة قصر الجعفرية في سرقسطة (1050)، وهي أربع قباب ذات هندسة وزخارف فريدة من تراث مناطق جغرافية مختلفة.
فالمثلثات الكروية، والأقواس المتقاطعة، والمقرنصات، والحنايا الركنية، هي المعالم الهندسية التي تميز بين أنواع القباب المختارة. وقد استخدمت للخروج عن الشكل التقليدي لصالات العرض، وتهيئة أساس لصياغة محتوى المعارض والمواد التعليمية، وتقديم تجربة غير متوقعة لهذا الفضاء.
أما القبة فجرى اختيارها لتكون نموذجاً معمارياً لكل من هذه الفضاءات الأربعة الأساسية، والتي يعد كل فضاء منها عالمياً وخاصاً في نفس الوقت، عالمياً، لأن القباب ظهرت عبر الثقافات على مر العصور، وخاصاً لأن شكل القبة "المثالي" قد تطور وتأثر بالعوامل الجغرافية والثقافية المحلية من حوله.