انتقد الممثل المصري مجدي كامل ميل البعض لكتابة دراما النجم الأوحد، أي المسلسلات التي تدور حول فنان بعينه، باعتبار هذا الفعل يحد من تماسك المسلسل.
وأضاف لـ"العربي الجديد" على هامش اختتام الدورة التاسعة من "مهرجان الأردن الدولي للأفلام"، مساء أمس الجمعة، "نعاني في الوطن العربي من أزمة نصوص كبيرة على مستوى الدراما والسينما، وللأسف الشديد هناك كثيرون على الساحة الفنية لا يفهمون بالدراما ويكتبون أعمالاً تخصص لها ميزانيات مفتوحة، لذلك تجد أن معظم هذه الأعمال ضعيفة".
ومضى قائلاً "عندما يرغب منتج ما بصنع مسلسل لنجم بعينه، سينسى الكاتب محاور الحكاية ويركز على البطل، مما يؤثر على جودة النص، وفي النهاية النجم لن يقدم المسلسل لوحده، فأنا من أنصار أن يكون الورق هو البطل، والدراما المصرية ينقصها كتاب من طينة أسامة أنور عكاشة، ويوسف السباعي، ونجيب محفوظ".
وانتقد كامل مطّ بعض المسلسلات إلى ثلاثين حلقة، في حين أن قصتها يمكن اختزالها بخمس أو سبع حلقات، شارحاً "السبب الرئيس في ذلك هو البدء في التصوير عندما يتم إنجاز سيناريو خمس حلقات، فيقع العاملون في المسلسل تحت ضغط ضرورة إنجاز 30 حلقة، ومن هنا تبدأ عمليات التطويل والإضافة".
وبين أنه كامل لعلاج الأمر "يجب أن ينجز سيناريو الحلقات كاملة قبل البدء بالتصوير، وعودة بروفات الطاولة بين الممثلين بحضور الكاتب والمخرج، لتهذيب قصة العمل وجعلها واقعية، أما توجه معظم المسلسلات هذه الأيام نحو ورش الكتابة، فيضعفها بالمجمل".
من ناحية ثانية يقدم مجدي كامل دور عامل نظافة في مستشفى، ويعيش في قبو مع قطة، في الفيلم السينمائي "هوست" الذي يجرى تصويره حالياً، ومن أجل الدور قام بتطويل شعره وذقنه، ويجمعه الفيلم الذي يخرجه صفاء العايدي عن قصة علي المنشاوي مع عبد العزيز مخيون ومنة فضالي ومحمد سليمان.
وقال كامل إن الفيلم يحكي عن الفجور والفساد، مضيفاً "أميل بطبعي للأدوار الصعبة، إذ أقدم دوراً مختلف عن السائد، وشخصية عامل النظافة التي أجسدها تميل للعزلة، فهو شخص غير مهتم بنفسه ويتعامل مع الشيطان".
وحول قلة الأعمال التي يقدمها، كشف كامل أن الأمر يتعلق بطبيعة الأدوار التي تعرض عليه، موضحاً "أختار ما يعجبني ويناسبني، فأنا دكتور في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولدي طلبة يرون أعمالي، فعليّ أن أحترم مهنتي ومهنيتي في تقديم أعمال ذات مستوى مختلف ومتنوع".
شللية الفن
ويتفق كامل مع نظرية وجود شللية في الفن، مشيراً إلى أنه لا يذهب لأي منتج أو مخرج بحثاً عن عمل. "العاملون في الساحة الفنية يعرفون قدراتي التمثيلية، وكما من حقهم اختيار الفنانين الذين يرغبون في تقديم أعمالهم، من حقي كممثل أن أقبل أو أرفض ما يعرض عليّ". وختم في هذه النقطة "هنالك فرق بين كتيبة النجوم وكتيبة الممثلين، فالنجم أحياناً لا يعرف كيف يمثل، ولكن كتيبة الممثلين هي من ترفع العمل".
وينفي كامل أنه يشعر بالغيرة من تفوق بعض زملائه شهرة ونجومية عليه، موضحاً "أنا متصالح مع نفسي وأعي قدراتي جيداً، لذا أحترم نفسي ولا أطلب من أحد أن يشغلني، لأنني لن أقدم سوى الفن من أجل الفن، وحالياً بعض المحطات الفضائية والمنتجين يهتمون بالشكل على حساب المضمون وهذا لا يناسبني كفنان".
مع جمال عبد الناصر
يستذكر كامل تقديمه لشخصية الرئيس جمال عبد الناصر مرتين، فيقول "في مسلسل "العندليب.. حكاية شعب" قدمت شخصية ناصر في خط مواز لصعود الفنان عبد الحليم حافظ، لذا عرضت جزءاً من شخصيته للناس، لكن عندما قدمت مسلسل "ناصر" كان التركيز على حياة الرئيس الراحل بين عامي 1918 و1970، فكان عليّ عرض شخصيته إنساناً وحاكماً للجمهور".
عاد الفنان إلى مراجع كثيرة، وفق ما أضاف، حتى يقدم روح الشخصية بالدرجة الأولى، "فهو كان خطيباً مفوهاً وبارعاً في حديثه باللغة الإنكليزية، وانطلقت من جملة قالها في خطاب له "لا أحد يجرؤ على النظر في عين عبد الناصر"، فكانت هذه الالتقاطة هي المنطقة التي سأبني عليها الشخصية".
واستعان كامل بكتاب من مكتبة جريدة الأهرام بعنوان "السجل والصور"، يروي سيرة حياة عبد الناصر بالصور منذ صغره وحتى وفاته، مضيفاً: "حفظت جميع خطبه عن ظهر قلب، وكان عليّ أن أنطلق بالشخصية من ثلاثة اتجاهات: ما رأيته، وما تحدث صاحب الشخصية به، وما قيل عنه، وأعتقد أن المسلسل حقق قيمة درامية مهمة".
ويحلم كامل بتجسيد دور المجاهد الليبي عمر المختار، قائلاً: "كل الناس رأوا الممثل العالمي انطوني كوين يقدم شخصية عمر المختار مجاهداً، لكننا جميعاً لم نر تفاصيل حياته ونشأته، وهو ما أرغب بتقديمه".