أعلن محامي المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية خالد الجمال، رفض محكمة القضاء الإداري، أول أمس الخميس، الدعوى القضائية بوقف أعمال الهدم لعدد من المقابر التاريخية في القاهرة.
وأشار الجمال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ المركز علم بمنطوق الحكم، اليوم السبت، والذي جاء فيه أنّ رفض الدعوى جاء لعدم وجود صفة أو مصلحة لأي من مقيمي الدعوى في إقامة الدعوى القضائية، حيث إنّ أياً من مقيمي الدعوى لم يقدم ما يفيد بامتلاكه مقابر بالمنطقة محل التطوير، وبالتالي تنتفي معه المصلحة لهم في وقف أعمال الهدم.
وكان المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بصفته وكيلا عن المدعين، أعلن في وقت سابق أنهم "فوجئوا بتحديد جلسة وحجز القضية للحكم دون إخطارهم أو إعلامهم بورود تقرير هيئة مفوضي الدولة، أو تمكينهم من الاطلاع عليه والترافع أمام المحكمة"، مؤكدين أن تحديد موعد الجلسة دون إبلاغ المدعين يخالف قانون مجلس الدولة.
وفي 12 يونيو/ حزيران الماضي، رفضت محكمة القضاء الإداري "الشق المستعجل" الوارد في الدعوى القضائية التي تطالب بوقف أعمال الهدم الجارية لعدد من المقابر التاريخية في القاهرة، وبررت المحكمة قرارها برفض الشق العاجل في الدعوى بعبارة "عدم وجود خطر داهم يوجب وقف أعمال الهدم".
وقررت المحكمة إحالة الدعوى إلى هيئة مفوضي الدولة، لإعداد تقرير بالرأي القانوني فيها، دون أن تحدد موعداً محدداً لإيداع التقرير الخاص بالدعوى تمهيدا لنظر القضية والفصل فيها.
يذكر أن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كان قد رفع الدعوى بصفته وكيلاً قانونياً عن أساتذة واستشاريين متخصصين في الحفاظ على التراث العمراني والآثار المصرية. وقد طالبت الدعوى توفير الحماية اللازمة للمقابر والمباني الأثرية في منطقة جبانات القاهرة التاريخية وتحديد حرم خاص بها.
وذكرت الدعوى أنه في الأونة الأخيرة رصدت عمليات إزالة تجري على قدم وساق في منطقة جبانات القاهرة التاريخية في حي الخليفة بمنطقة جنوب القاهرة، والمعروفة باسم "مقابر الإمام الشافعي ومقابر السيدة نفيسة"، التي تقع حالياً شمال وجنوب وشرق طريق صلاح سالم.
وأشارت إلى أنه جرى تخصيص هذه المقابر في أواخر القرن التاسع عشر لدفن كبار موظفي وأعيان الدولة وقياداتها في شتى المجالات، وبنيت على الطراز الأثري القديم لتكون مماثلة للمقابر التي تسبقها، ليوارى فيها الموتى الثرى، لا سيما الراحلين من رجالات ورموز الفكر والثقافة والسياسة والدين والفن وأفراد العائلة المالكة.
وبحسب الدعوى تضم بين جنبات مقابرها رفات مجموعة كبيرة من عظماء النضال الوطني والفكر والتاريخ المصريين، حيث تحوي مقابر ذات طراز معماري متميز منها مدافن أمير الشعراء أحمد بك شوقي، ومدفن الفنانة أم كلثوم، وحوش الملكة فريدة، ومدفن محمود سامي البارودي، وسبيل ومقام الإمام جلال الدين السيوطي، ومدفن الأمير فؤاد والفنانة أسمهان والفنان فريد الأطرش، وقبة وجامع محمود باشا الفلكي، ومسجد فاطمة الزهراء، وغيرها من مقابر الشخصيات التاريخية والرموز المصرية والمساجد والقباب والأسبلة.