ترتبط شخصية "بابا نويل" أو "سانتا كلوز" الخيالية بعيد الميلاد، وهي بشكلها المعروف حالياً حول العالم منذ تسعين عاماً تتمثل في رجل سمين وسعيد بلحية بيضاء مرتدياً بدلة من اللونين الأبيض والأحمر، يوزع الهدايا على الأطفال. لكن لهذه "الحرفة" تفاصيل أخرى.
بالنسبة للأشخاص العاديين تبدو "الحرفة" بسيطة: ارتد ملابس بابا نويل (بالإضافة إلى بدلة سمينة إذا لزم الأمر)، وانطلق حاملاً كيساً من الألعاب فوق كتفك، وردد ضحكة "هو هو هو"، واسأل الأطفال عن أحوالهم في هذا العام.
لكن "بابا نويل" الذي كان يؤدي دوره ناس عشوائيون، تطور على مدار السنوات، وصار يدرس في مدارس خاصة. ويسجل تاريخ "بابا نويل" في 1931، العام الذي تعرّف فيه ملايين الأميركيين إلى الصورة الحديثة لـ"سانتا كلوز" من خلال إعلانات "كوكا كولا".
وما هي إلا بضع سنوات حتى انطلق تقليد موسمي آخر على يد شخص يدعى تشارلز دبليو هوارد، تمثل في مدرسة سنوية حيث يمكن للطامحين تعلم فنون تجسيد عيد الميلاد.
تتحدث صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عن إحدى هذه المدارس الراهنة التي تتقاضى 500 دولار رسوماً دراسية، يتعرف فيها شخوص" بابا نويل" إلى أسطورة القديس نيكولاس، بالإضافة إلى نصائح احترافية حول التسويق، والتكييف البدني والأزياء والتكتيكات للإجابة عن الأسئلة الصعبة التي يطرحها شباب فضوليون وكبار مشاغبون، وكيفية الاحتفاظ بصوت أجش بشكل صحيح.
ويذكر التقرير أن المفتاح الأساسي هو الرد على الاستفسارات التي توجه لـ"بابا نويل" بأفكار معقولة لا تفسد أسطورته.
"أنا كاذب محترف"، يقول مايكل بيورير الذي كان من المقرر أن يظهر في شخصية "سانتا كلوز" في 4 ديسمبر/ كانون الأول، في موكب الكريسماس في بونتياك، ميشيغان، بضحكة مكتومة. يضيف لـ"واشنطن بوست": "أحياناً يختبرني أحد الأطفال بالسؤال عما إذا كنت أعرف عنوانه لتقديم هداياه، وما أفعله هو أنني أبدأ بالرد على الإحداثيات: 25 درجة شمالاً، و44 درجة غرباً، أيا كان، ويأتي الرد: لا، أنا أعيش في هذا العنوان، فأجيب: لكنني أعطيك الإحداثيات من الجو".
وتشير الصحيفة إلى أن زيارات بابا نويل الافتراضية أصبحت الآن شائعة جداً مع الأوضاع التي فرضتها الجائحة، وذكر المتحدثون مواقع إلكترونية مثل Hire Santa وSanta’s Club وJingleRing وTalk to Santa.
يقول معظم مؤدي دور "بابا نويل" إنهم لا يخوضون هذه التجربة من أجل المال، وهذا لا ينفي أن ثمة أصواتاً تردد شائعات غير مؤكدة أن بعض زملائهم يراكمون مبالغ من ستة أرقام كل موسم.
يقول مايكل جودفري من باهوا، وهو أصغر مشارك ويبلغ 38 عاماً، إن والدته كثيراً ما أخبرته أنه يشبه "سانتا كلوز"، فهو ممتلئ الجسم ولكن ليس له شعر فضي ولا كامل اللحية، وأنه يجب عليه المحاولة. ويضيف "يمكن أن يربح "بابا نويل" المبتدئ ما بين 25 إلى 75 دولاراً في الساعة حسب المكان الذي يعمل فيه، مبيناً أنه لا يعرف أي شخص يصبح ثرياً من كونه "سانتا كلوز".