تطرح وكالة "فرانس برس" للمرة الأولى نحو 200 صورة من أرشيفها للبيع في مزاد علني يقام غداً الأحد، التُقطت في المرحلة الممتدة من تأسيسها عام 1944 إلى أواخر تسعينيات القرن العشرين، بعضها يخلّد لحظات لمشاهير بارزين من أمثال تشي غيفارا ونلسون مانديلا ومارتن لوثر كينغ ومحمد علي ودالي.
وأُطلق على المزاد عنوان "السنوات الفضية"، نسبة إلى استخدام الفضة في مراحل عملية التصوير، قبل حلول العصر الرقمي. وتتولى دار "ديغار" الإشراف على الحدث الذي تُنقل وقائعه مباشرة على موقع "ديغار.كوم" على الإنترنت (بواسطة منصة دروو الفرنسية) وعلى منصة "آرتسي.نت" الأميركية.
وتوثق اللقطات المطروحة للبيع لحظات تاريخية ومشاهد من الحياة اليومية وحوادث، وبينها صور اكتسبت شهرة واسعة، اختيرت من الأرشيف الممتد إلى عام 1998 الذي اعتمدت فيه وكالة "فرانس برس" آلات التصوير الرقمية بصورة كاملة.
ويشكّل المزاد فرصة لعشاق التصوير للحصول على لقطات فريدة توثق محطات مهمة، وهي صور كانت حكراً من قبل على وسائل الإعلام الدولية الكبرى.
‘‘The Analogue Years’’: AFP’s first photo auction
— AFPcom (@AFPcom) August 24, 2021
📣 #AFP is launching its first-ever auction with some 200 photos from its analogue #photography collection, offering a rare opportunity to buy unique prints capturing important historic moments. https://t.co/alcyJQgbSz@AFPphoto pic.twitter.com/oanAzk43bM
واختيرت المعروضات من ضمن مجموعة تضم أكثر من ستة ملايين صورة فضية، بينها 350 ألف صورة على ألواح زجاجية، تحتفظ بها الوكالة في مقرها في باريس. وتولى فريق من الاختصاصيين وخبراء التوثيق إجراء جردة جزئية لهذه المجموعة، وشرع في رقمنتها، اعتباراً من مطلع القرن الحادي والعشرين.
وقالت مديرة التصوير في وكالة "فرانس برس"، مارييل أود، إن بعض هذه المختارات "صنع الأحداث خلال القرن الفائت، واكتسب شهرة واسعة، في حين أن بعضها الآخر ينطوي على مفاجآت تصويرية حقيقية، ويُظهر رؤية مؤلفين فعلية، إلا أنها كلها تمثل لحظة تاريخية".
فالمواضيع التي تتناولها المجموعة متنوعة، إذ تخلّد مثلاً تحرير باريس عام 1944، بقدر ما ترصد مشاهد من الحياة اليومية على ضفاف نهر السين أو في كوني آيلاند في نيويورك، وتضم لقطات من الحروب، لكنّ منها ما يضم الفنانين والمشاهير، مثل صورة للرسام الإسباني سالفادور دالي في حديقة فنسان للحيوانات في باريس.
ومن نتاج عدسات وكالة "فرانس برس"، المطروح في المزاد، ما يتعلق بحوادث أمنية كمصرع المجرم الخطر جاك مسرين برصاص الشرطة الفرنسية، ومن ميادين الرياضة مثلاً الملاكم محمد علي، أو سائق الفورمولا واحد أيرتون سينا عند انطلاق السباق الأخير الذي قُتل خلاله بحادث.
وفي التشكيلة الفوتوغرافية صور تاريخية اكتسبت طابعاً رمزياً، ومنها لجثة تشي غيفارا بعدما قتله الجيش البوليفي عام 1967، ولنلسون مانديلا رافعاً قبضته بعد إطلاق سراحه عام 1990، ولمارتن لوثر كينغ يوم خطابه الشهير "لدي حلم" عام 1963، أو للزعيمين، الفرنسي فرنسوا ميتران، والألماني هلموت كول جنباً إلى جنب عام 1984 في فردان (شرقيّ فرنسا) التي كانت مسرحاً لمعركة بين جيشَي البلدين خلال الحرب العالمية الأولى.
وستكون الصور معروضة في نادي "وي آر" حيث يقام المزاد، بالإضافة إلى موقعين آخرين هما قاعة "فش آي" وغاليري "75 فوبور"، وتنطلق المزايدة عليها من أسعار تراوح بين 300 و1500 يورو. وسيحصل المشترون على "إصدار خاص" على ورق الباريتا أو ورق طباعة الكروموجينيك، مع ختم وكالة "فرانس برس" وشهادة الأصالة. وسيُضم ريع المزاد إلى إيرادات الوكالة، وستُخصص هذه المبالغ أساساً لرقمنة مجموعة الصور الفوتوغرافية.
وتتميز هذه المجموعة بأنها تظهر أن لدى المصورين "نظرة مؤلف"، كما في صور إريك شواب الذي عمل في "فرانس برس" بين العامين 1944 و1950، وكان من أوائل الذين اكتشفوا الرعب النازي في لحظة تحرير المعسكرات، قبل أن تنتقل عدسته لاحقاً إلى نيويورك، لتصوّر سكانها وملاهيها وعازفي الجاز فيها.
ورأت مارييل أود ضرورة "إحياء هذا الإرث"، ملاحظة أن "الصور باتت تهمّ عدداً متزايداً من هواة الجمع". واعتبرت أن عرضها بهذه الطريقة "يتيح أيضاً للجمهور التعرّف إلى الجودة العالية والغنى في إنتاج صور الوكالة".
"فرانس برس" واحدة من وكالات الأنباء الكبرى في العالم، وتنتج خصوصاً نصوصاً وصوراً وفيديوهات ورسوماً بيانية ومنتجات إعلامية أخرى تُنشر في وسائل الإعلام في كل القارات.
كذلك تنشر الوكالة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كتاب صور عنوانه "الجائحة: ما عشناه" (عن دار ليزارين)، يتناول الأزمة الصحية في العالم.
(فرانس برس)