شهد الموسم الدرامي الحالي عودة مجموعة كبيرة من الفنانين للعمل بعد تحسّن الإنتاج قليلاً، وعلى رأس العائدين الكاتب الدرامي فادي قوشقجي الذي قدّم للشاشة الصغيرة مجموعة من الأعمال الدرامية الاجتماعية قبل الحرب، والتي حظيت بمشاهدة جماهيرية جعلتها خالدة في ذهن المشاهد مثل "ليس سراباً"، و"على طول الأيام"، و"عن الخوف والعزلة"، و"تعب المشوار"، وغيرها.
إخفاقات متكررة
لم يتوقف قوشقجي عن العمل بعد الحرب، وكتب مسلسل "أرواح عارية" الذي أخرجه الليث حجو، وحقق متابعة كبيرة، إلا أنه أخفق جماهيرياً بعدها في مسلسل "في ظروف غامضة" من إخراج المثنى صبح، ولم يحقق المسلسل النجاح المتوقّع منه. وأخفق أكثر في مسلسل "نبتدي منين الحكاية" من إخراج سيف الدين سبيعي عام 2017. ليغيب بعدها عن الإنتاجات الدرامية والإطلالات الإعلامية، خاصةً مع تراجع المستوى الدرامي، وتوقف شركات الإنتاج عن تبني المشاريع، وحتى نصوصه الموجودة لدى الشركات كانت لا تُنفّذ، ولا تزال عالقة في الأدراج حتى اليوم.
أحدث خبر عودة قوشقجي للكتابة ضجةً كبيرة، وذلك بالتعاون مع شركة "إيمار الشام" التي تديرها الإعلامية والكاتبة ديانا جبور، من أجل تصوير مسلسل "على قيد الحب"، والتي اقترحت أن يتولّى ابنها الشاب، مجيد باسل الخطيب، إخراج العمل. ولكن الكاتب رفض، لأنه لا يريد أن يغامر بنصّه مع مخرجٍ جديد. فاقترحوا المخرج باسم السلكا، خاصةً أنه عمل سابقاً مع الشركة في إخراج مسلسل "بورتريه" عام 2020، وخرج آنذاك عن السباق الرمضاني بسبب جائحة كورونا، وعُرِض في خريف العام نفسه.
مشاهد محذوفة
بدأ السلكا بالعمل على النص واختار الأسماء. ومنها الممثل دريد لحام والممثل أسامة الروماني، ليعملا معاً كثنائي بعد أربعين عاماً من الثنائية التي جمعتهما في العديد من الأعمال المسرحية كـ"غربة" و"ضيعة تشرين"، وهذا ما أسعد الجمهور وجعله ينتظر العمل. ولكن الكاتب فاجأ الجميع بعد انطلاق العرض بحلقاتٍ قليلة، بأن هناك مجموعة من المشاهد قامت الشركة مع المخرج بحذفها لأنها غير ضرورية. واتهمهم قوشقجي بالكسل ونقص الاحترافية والتشاركية واللياقة، ونشر عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" النسخة الورقية من الحلقة التاسعة من العمل، لتنقسم الآراء بين المؤيدين لوجهة نظر الكاتب، معتبرين أن العمل بارد وممل، ومن غير المنطقي أن يتعاملوا مع نصه بهذا الإجحاف، وبين الذين طلبوا منه التواصل مع الشركة المنتجة أو المخرج للتفاهم حول التفاصيل بدلاً من الفضائح العلنية! وردّ الكاتب بأن التواصل بينه وبينهم انقطع، ولقد كبس زر" البلوك" للمخرج على "فيسبوك"، وفي الواقع أيضاً، ليبادله السلكا الفعل عينه.
ووفقاً لبعض المصادر، من الأشياء التي أزعجت المخرج المنشور الذي كتبه قوشقجي بأنّه يحسد كاتب مسلسل "كسر عضم" على تعاونه مع رشا شربتجي، وبأنه كان يتمنى أن يعمل معها، فاعتبر المخرج أنه يقلّل من قيمته، وكأنه كان يتمنى أن تخرج شربتجيةالنص لا هو. وهذا ما جعله يتجاهل الكاتب في اللقاءات الإعلامية، ورفض التحدث فيها صراحةً عن الخلاف أو التعديلات. لم يتوقف قوشقجي عند هذا الحد، وكانت الحفلات "الفيسبوكية" بشكلٍ شبه يومي ليصوّب فيها الفرق بين نص "على قيد الحب" وبين التنفيذ. واعتبر أن التعديلات التي تحصل "تُفقد الحوار ثلاثة أرباع جماله وأربعة أخماس وضوحه"، وبأن العمل تدور أحداثه في أكثر من عشرة أشهر، فكيف المدافئ لم تنطفئ في العمل والثياب سميكة جداً؟ علماً أنه كتب تفاصيل الظروف المناخية في كل مرحلة.
تغيير الحلقة الأخيرة
وفي كل هذه الفترة تمنّعت الشركة المنتجة وأصحابها عن الرد أو التوضيح، سواءً عبر صفحات الشركة الرسمية أو عبر صفحاتهم الشخصية. مما جعل الكاتب يخرج في نهاية الحلقة الأخيرة، ويعتبر أن النهاية أُعيدت كتابتها بالكامل من المخرج ومديرة الشركة، وطالبهم بحذف اسمه من أي عرضٍ لاحقٍ للعمل، واعتبر أن ما يحدث معه جريمة وأن من سيدافع عن "الكائنين المذكورين" سيقوم بحذفه عن الصفحة، مع رغبته بنشر النص كاملاً في الأيام المقبلة.
وبعد القيل والقال وتدخّل الصحافة، قررت الشركة المنتجة بعد الصمت أن تنشر بياناً توضيحياً للرد على الكاتب، واعتبروا أن العمل التلفزيوني يحتمل الإضافات والتعديلات، وهذا ما يتم توثيقه قانونياً، بما يضمن لهم إجراء التعديلات المناسبة. وأوضحوا أن النص غير مكتوب بالكامل، بل تم تقديم ملخص وست حلقات منه، ثم تمت كتابته بعد التعاقد. وأشار البيان إلى أن الرقابة اعتبرت النص دون مستوى إنتاجات الشركة المعهودة، وهذا ما دفعهم للتعديل، واعتبروا أن استخدام الشتائم من قبل الكاتب مرفوض أخلاقياً وقانونياً، وستقوم الشركة بإجراءات قضائية بحق السيد المؤلف الذي نشر نص الحلقة الأخيرة، وفنّد الاختلافات بين المكتوب وبين المعروض، واعتبر أن معظم المشاهد من اختراعهم وحتى المشهد الأخير الذي وصفه بالفضيحة، مكرّراً أن ما حدث جريمة.