استمع إلى الملخص
- أبدعت رشا شربتجي في الإخراج، حيث توازن بين الغموض والتشويق، وقدم الممثلون أداءً مميزًا، رغم بعض الانتقادات لدور إبراهيم شيخ إبراهيم.
- أثار المسلسل جدلاً بسبب نهايته الغامضة وتصويره لمكاتب الأمن الجنائي، وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، مع تساؤلات حول إسقاطات على حياة المخرجة الشخصية.
طالعت عشارية "المهرج" الجمهور عبر منصة شاهد، عن نص كتبه بسام جنيد وأخرجته رشا شربتجي وأنتجته شركة دراما شيلف للمنتج تمام سلامة. المسلسل من بطولة باسم ياخور، ونضال نجم، وأمل بوشوشة، وخالد القيش، وغزوان الصفدي، وديمة الجندي، وإبراهيم شيخ إبراهيم، وبلال قطان، وراما زين العابدين.
الحكاية تتحدث عن جريمة قتل غامضة يقع ضحيتها شاب يحبّ رشا (أمل بوشوشة) لتدور الشبهات حولها وحول زوجها الذي خانته، والمحيطين بها من أصدقاء، ما يجعل اللغز صعب الحل.
استطاع "المهرّج" أن يُدخِل الجمهور في حبكة تشويقية ممتعة، فالجميع متهم، ويمكن للمشاهد أن يعجز عن معرفة الفاعل، خصوصاً أن كل حلقة تنتهي بتلميح لوجود متهم جديد، أو اكتشاف سر غير متوقع.
قدمت رشا شربتجي رؤيتها في المسلسل بسلاسة، وهو العمل البوليسي الأول لها، فكان من الجيد أن تطرح هذا النوع بأسلوب درامي تشويقي استطاعت تحقيقه من دون مبالغة أو إقحام. أدارت شربتجي عدستها من دون الإبحار في الغموض غير المنطقي أو الممل الذي يجعل المشاهد ينتظر للحلقة الأخيرة لمجرد الانتظار فقط. ويُحسب لها حُسن إدارتها للممثلين، فقد قدم باسم ياخور دوراً مميزاً بشخصية عبثية ذكية، استطاع فيها اختراق الشاشة من جديد، وحاز نضال نجم على الانتباه بأداء ذكي، وقدمت أمل بوشوشة شخصيتها باتزان، كذلك فعل خالد القيش الذي حضر بكاريزما يغنيها أداؤه الذي اعتدنا على أهميته، في حين تورّط إبراهيم شيخ إبراهيم في انتقادات الجمهور كونه زوج المخرجة رشا شربتجي، فمنحته فرصة يستحقها غيره، خصوصاً أنه لعب دور الضحية التي تدور حولها الحكاية.
أما عدنان أبو الشامات وروعة السعدي، فقد كانا بمكانهما الصحيح ليؤديا دورهما من دون تكلف أو ابتذال، في حين لبس غزوان الصفدي وبلال قطان شخصيتي المحققين ببراعة.
اللافت في القصة برمّتها أن البطولة توزعت بالتدريج على جميع شخصيات المسلسل، فتتبلور شخصية باسم ياخور وتظهر أوضح في الحلقة الرابعة تقريباً، وخالد القيش يبرز أكثر في الخامسة.
لم ترُق للبعض نهاية المسلسل الغامضة، فلم يعرف الجمهور إن انتهت الحكاية بسبب انتحار شخصية طالب التي تدور حولها الجريمة، أو بسبب تحريض شخصية الكاتب الذي لعب دوره نضال نجم، وتأليفه لقصة بوليسية جديدة، فكان يشوب النهاية نوع من الغموض لدى بعض المتلقين. إلى جانب ذلك، صوّر "المهرّج" فروع الأمن الجنائي السورية وكأنها مكاتب خمس نجوم، وهي في الواقع ليست فارهة، ولا حتى المحققين بهذه الأناقة والنشاط، لكن يمكن تقبل هذا نوعاً ما، على اعتبار أن المسلسل تدور حكايته كلها في التحقيقات الجنائية.
ومن اللافت أن المسلسل أحدث "ترند" ببعض المشاهد التي تناقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. فرغم تصويره قبل سقوط النظام السوري بأشهر عدة، لم يحتوِ على أي رمز أو صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد. وهناك لغز في الجريمة ورد في رسالة تركها الفاعل داخل مسرح الجريمة، فيها عبارة "سقوط النظام الملكي"، وهو الأمر الذي تتحاور فيه ديمة الجندي مع باسم ياخور في مشهد لا يخلو من التهكم، إذ تتساءل فيه الجندي: "سقوط النظام؟ فكرت رح يصير عنا ثورة"، فيُسارع ياخور لإسكاتها.
لفت الجمهور أن علاقة الحب التي تجمع رشا بطالب، تتحدث عن فارق عمري كبير بينهما، فتساءل الناس إن كان هناك إسقاط على قصة زواج رشا شربتجي وإبراهيم شيخ إبراهيم نفسها والفارق في السن بينهما، لا سيما وأن الشخصية البطلة اسمها رشا أيضاً. تعتمد المخرجة شربتجي على إثارة هذه التساؤلات لدى الناس بأعمالها لاختراق مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر بات ضرورياً لدى أغلب صنّاع الأعمال الدرامية كي تحدِث أثراً لدى الجمهور.