مسلسل Black Mirror ينتقد منصات البث رغم عرضه على "نتفليكس"

على الرغم من أنّه يُعرَض على منصة البث نتفليكس، انتقد الموسم السادس من مسلسل Black Mirror في حلقته Joan is Awful منصات البث معبّراً عن تشاؤمه من مستقبلها. 

وفي الموسم السادس من المسلسل، يتصوّر المبدع تشارلي بوكر عالماً لا يقتصر فيه تأثير الذكاء الاصطناعي على الممثلين والكتاب والمخرجين فحسب، ولكنّه يمتد ليشمل المتفرجين في المنزل أيضاً.

الحلقة من بطولة آني ميرفي بدور جون، التي تعمل مديرة في شركة تكنولوجيا، وتعيش حياةً عاديةً جداً. تشعر بالملل مع خطيبها الحالي، وتفتقد زوجها السابق، كما تقوم بأعمال مجلس الإدارة القذرة، ممّا يشعرها بالضيق تجاه نفسها.

في إحدى الليالي، تسترخي هي وخطيبها على الأريكة، ويشغلان منصة البث ستريمبيري (Streamberry)، ويستقران لمشاهدة البرنامج الجديد المثير للضجة Joan is Awful.

تشعر جون بالرعب عندما تدرك أن العرض يدور حولها، وأنّ الممثلة الشهيرة سلمى حايك تؤدّي دورها، ويزداد خوفها عندما تلاحظ أنّ المشاهد المعروضة مأخوذة من لحظات خاصة في حياتها. 

وسرعان ما تخرج الأمور عن نطاق السيطرة حيث تتكشّف أسرارها رغماً عنها، وتشرع في السعي لانتزاع السيطرة على حياتها من "ستريمبيري" وسلمى حايك.

لكنّ حقوق استخدام الشبه للشركة محكمة بفضل التفاصيل المثبتة في شروط وأحكام الشركة، والتي لا أحد يقرؤها بالطبع.

عندما تلتقي جون بمحاميتها لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المنصة، تعلم أن المسلسل هو في الحقيقة مبني على خدع بصرية، وأنّ حايك باعت حقوق استخدام مظهرها للعمل، وأنّ البرنامج كله مبني على شخصيات مصنوعة رقمياً.

كما أوضحت المحامية أنّ "ستريمبيري" تعرف أدق تفاصيل يوم جون بفضل المراقبة المستمرة للصوت من خلال الأجهزة، بما في ذلك هاتفها.

إعلام وحريات

التحديثات الحية

"نتفليكس" تستعد لبث أول حدث رياضي لها على الإطلاق

ومن المفارقات في هذه الحلقة أن منصة ستريمبيري شبيهةٌ جداً بـ"نتفليكس"، حتّى أنّ شعار المنصة يكاد يكون مطابقاً لـ"نتفليكس". 

ومع تقدّم الأحداث، تكشف المديرة التنفيذية لـ"ستريمبيري"، منى جوادي، أنّ الشركة تستخدم الكمبيوتر كـ"صانع محتوى بلا حدود  قادر على إنشاء أكوان متعددة كاملة".

وشرحت أنّ الهدف "إطلاق محتوى فريد يشبه حياة كل فرد من المشتركين البالغ عددهم 800 مليون، يُنشأ على الفور بواسطة نظام المنصة".

ويقدّم Black Mirror عادةً نظرة سوداوية وقاسية للعالم، مع نقدٍ حادٍ للعصر الذي نعيش فيه.

وجاء بثّ هذه الحلقة في الوقت الذي يناضل فيه الكتّاب والمؤلفون في هوليوود حتّى لا يتحقق ما جاء فيها، خاصة مع انتشار المخاوف من أن يصير الذكاء الاصطناعي قادراً على القيام بعمل المؤلفين البشر لخلق مواد متوسطة خالية من الإبداع بهدف تحقيق المشاهدات.