كشف وسيط محتوى باللغة الفارسية ومشرف سابق في منصة إنستغرام أن مسؤولي الاستخبارات الإيرانية عرضا عليهما وزملائهما رشاوى مقابل حذف حسابات صحافيين وناشطين.
وقال وسيط المحتوى، الذي لم يكشف هويته، للخدمة الفارسية من "بي بي سي": عرض عليّ بين 5 و10 آلاف يورو (بين 5300 و10700 دولار أميركي) لحذف حساب. أرادوا خاصة حذف حساب مسيح علي نجاد".
مسيح علي نجاد صحافية وناشطة إيرانية-أميركية. وأعلنت وزارة العدل الأميركية، العام الماضي، أن مسؤولين إيرانيين أرادوا استدراجها من مدينة نيويورك حيث تقيم إلى دولة أخرى لاختطافها.
كما اتهما بعض زملائهما الإيرانيين بـ"إظهار تحيز واضح" إلى جانب النظام الإيراني، عند مراجعة المنشورات والصور على "إنستغرام".
الاثنان تحدثا إلى "بي بي سي" بعدما اشتكى مستخدمون إيرانيون من حذف منشوراتهم المتعلقة بالاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة في بلادهم. وزعمت شركة ميتا بلاتفورمز، المالكة لـ"إنستغرام"، والشركة الخارجية التي تستعين بها للإشراف على المحتوى، أن لا صحة لهذه الادعاءات.
اندلعت الاحتجاجات في مقاطعات إيرانية عدة خلال مايو/أيار الحالي، بعد تخفيض الحكومة الإيرانية دعمها المواد الغذائية الأساسية، ما تسبب في ارتفاع الأسعار. وقمعت قوات الأمن الاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، وفقاً لتقارير إخبارية.
ولم تسلط وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية الضوء على الاحتجاجات، فاضطر الإيرانيون إلى الاعتماد على "إنستغرام"، ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، لمعرفة ما يحدث على الأرض. ومع استمرار الاضطرابات، لاحظ المستخدمون أن "إنستغرام" حذفت بعض مقاطع الفيديو.
وكان حساب 1500tasvir الشهير الذي يديره ناشطون معارضون واحدا من المشتكين، إذ أبلغته المنصة بتقييده من أجل "حماية مجتمعها".
ووصف القائمون على الحساب هذه الخطوة بأنها "لا تصدق"، واتهموا المنصة بالعمل لصالح ما أسموها "الديكتاتورية في إيران".
قال المشرف السابق على المحتوى لـ"بي بي سي"، شريطة عدم الكشف عن هويته أيضاً، إنه "يعرف شخصياً بعض الزملاء الذين دعموا النظام الإيراني وتلقوا تعليمات منه". وهو يعمل حالياً لدى Telus International، وهي شركة تابعة لجهة خارجية مسؤولة عن التعامل مع التقارير والشكاوى الواردة من مستخدمي "إنستغرام" و"فيسبوك".
وقال: "يمكن للمشرف حذف منشور أبلغ عنه بشكل مستقل من دون مواجهة أي عواقب وخيمة".
شركة Telus International، التي يتخذ مشرفوها باللغة الفارسية مقراً لهم في ألمانيا، أكدت لـ"بي بي سي" أنها تعتقد أن المزاعم كاذبة، لكنها تعاملت معها على محمل الجد، وبدأت تحقيقاً في المسألة. وشددت في بيان على أنها "ليست لديها، ولم تكن لها، أي علاقات مع الحكومة الإيرانية".
ووثقت الباحثة في مجال حرية التعبير والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت في إيران في معهد أكسفورد للإنترنت، ماهسا عليمرداني، إزالة أكثر من 200 منشور على "إنستغرام" خلال الاحتجاجات التي اندلعت جنوب غربي إيران، في يوليو/تموز عام 2021. وأشارت إلى أن الشركة المالكة للمنصة اعترضت على هتافات "الموت للديكتاتور" ودعوات ضد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي التي اعتبرتها "تحريضاً على العنف".
ذكر موقع "فايس نيوز" حينها أن "ميتا" فعّلت استثناء مؤقتاً لسياستها لمدة أسبوعين، بعد شكاوى من المستخدمين، وسمحت بنشر شعار "الموت لخامنئي" والفيديوهات التي تضمنت هذا الهتاف.