يتجه العراق نحو إعمار عدد من المناطق التراثية في محافظتي نينوى شمالي البلاد، والبصرة جنوباً، ضمن ما أطلق عليه "مشروع إعمار البيوت التراثية في الموصل والبصرة" الذي يتلقى تمويلاً دولياً.
وأكد وزير الثقافة العراقي حسن ناظم، في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع"، أن مشروع إعادة إعمار البيوت التراثية في الموصل والبصرة، هو مشروع واحد بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ منظمة يونسكو، مبيناً أن المشروع يجري باشتراك وإشراف وزارة الثقافة العراقية.
ولفت إلى أن هذا المشروع يشمل إعمار البيوت التراثية في البصرة، وجزءاً من نهر العشّار، كما يتضمن إعمار البيوت التراثية الأكثر تضرراً في الموصل.
وأشار وزير الثقافة العراقي إلى وجود مشروع آخر لإعمار منارة الحدباء وجامع النوري في الموصل، يتم بتنفيذ منظمة يونسكو.
وأكد المضي في هذا المشروع الذي وصل إلى مرحلة المسابقة، وفرز الفائز في التصميم، وأيضاً وضع وفحص الأساسات للمنارة.
مسؤول في وزارة الثقافة العراقية، قال لـ"العربي الجديد"، إن البيوت التراثية المشيدة منذ 200 عام وأكثر، وكذلك المواقع التاريخية عانت كثيرا من الإهمال خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن الدعم الدولي لمشروع إحيائها سيساهم بشكل كبير في إعادة معالم حضارية وعمرانية عراقية مهمة إلى الواجهة.
وأشار المسؤول إلى وجود العشرات من المواقع التراثية التي تتطلب إعمارها، وفي مختلف المحافظات، مبيناً أن البداية ستكون من الموصل والبصرة، لما تحتويه المدينتان من معالم تاريخية مهمة.
وزارة الثقافة تطلق مشروع تأهيل وترميم البيوت التراثية بالبصرة محمد جبار أعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور...
Posted by وزير الثقافة والسياحة والآثار on Tuesday, 26 January 2021
ولفت إلى أن البيوت التراثية في الموصل تتطلب اهتماماً خاصاً، بسبب ما تعرضت له المدينة من دمار خلال سنوات احتلالها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
يذكر أن الموصل مدينة غنية بالمواقع الأثرية التاريخية. فالمدينة القديمة هي عاصمة الآشوريين، وتعود بعض المناطق إلى أكثر من 2700 سنة قبل الميلاد، إلا أن معظم المناطق الأثرية في محافظة نينوى تحولت إلى مكبّات للنفايات، ودورات مياه صحية، وأسواق عامة، وبيوت مخالفة.
ودمر تنظيم "داعش" الإرهابي ما يقارب 80 موقعاً أثرياً في محافظة نينوى، منذ سيطرته على المحافظة عام 2014 وحتى تحريرها عام 2017.
وبعد تحرير محافظة نينوى، واجهت المناطق الأثرية تحديات كبيرة بعد التحرير، مثل تعرّضها للسرقات، بسبب إهمال السلطات المحلية والمركزية لها، ووجود الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم في هذه المناطق خلال معارك الموصل، إلى جانب وجود نزاعات ملكية في بعض هذه المواقع بين وزارتي الأوقاف والآثار.