مشروع فني سري يفضح الحياة في المدن الأوكرانية بعد الاجتياح الروسي

24 يوليو 2022
بات من الصعب التقاء الفنانين شخصياً (باتريسيا دي مولو/ Getty)
+ الخط -

في الأشهر التي أعقبت اجتياح القوات الروسية لمنازلهم، أطلق فنانون أوكرانيون مشروعاً فنياً أنشأوا خلاله عشرات الأعمال، بما في ذلك الرسومات واللوحات والفيديو والصور الفوتوغرافية واليوميات والمسرحيات.

وتحت التهديد بالسجن والاستجواب وعمليات التفتيش من قبل الجنود الروس، التقى ستة فنانين سراً في استوديو في الطابق السفلي بمدينة خيرسون الأوكرانية.

وتقدم الأعمال التي أنتجها المشروع نظرة مروعة للفظائع التي عانى منها ملايين الأوكرانيين الذين يعيشون تحت الغزو الروسي.

وتُظهر الصور العناق الحزين في محطات القطار، والعائلات التي تحتمي في الأقبية بينما الموت يلوح في الأفق، والمنازل وهي تحترق، والشخصيات وهي ترقص، وهياكل عظمية بشرية تحت الأقدام.

وبما أن اللقاء شخصياً بات أمراً خطيراً جداً، استمر الفنانون في العمل بشكل فردي. وقد فر بعضهم من المدينة، لكن آخرين ما زالوا يخاطرون بحياتهم.

وتريد المجموعة أن تعرض أعمالها للجمهور، لكن ذلك مستحيل في خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية في فبراير/ شباط الماضي.

وقالت أمينة المشروع يوليا مانوكيان، الموجودة الآن في أوديسا بعد أن فرّت من خيرسون، إن الفن يمكن أن يكون بمثابة عمل مقاومة.

وتوضح لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية "أرى كيف يخبر فنانونا العالم حقيقة الحرب من خلال لغة الفنون. كما أنه من المهم بالنسبة لي أن أنقل كيف تحصل المقاومة الثقافية، لأنها ليست أقل قوة من المقاومة المادية، لأن واجهة الثقافة هي المكان الذي يتم فيه صياغة مستقبل حر".

وتتابع "لقد كتب الكثير بالفعل عن الحاجة إلى تعبير واضح عن صوتنا المستقل في الساحة الثقافية والفنية الدولية، حيث هيمنت روسيا لسنوات عديدة كممثلة للممارسات الفنية في أوروبا الشرقية".

ومنذ عام 2002، طورت خيرسون حركتها الفنية الخاصة التي تتبنى السخرية والجرأة والوقوف ضد التيار السائد.

وخلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الاجتياح الروسي، قالت مانوكيان إن الجميع كان "في حالة صدمة". لكن بعد الاطلاع على الأعمال الأولى رداً على حرب الفنانين خارج خيرسون، بدأت ترى الفن على أنه ضرورة "للخلاص العقلي"، وجمعت الفنانين الستة المحليين معاً.

المساهمون