تصاعدت أزمة تسجيل النائبين في البرلمان المصري عما يُعرف بـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" المشكّلة بمعرفة المخابرات العامة، محمود بدر، الشهير إعلامياً بـ"محمود بانغو"، ومارسيل سمير صدقي، في جداول نقابة الصحافيين على الرغم من عدم ممارسة الأول مهنة الصحافة منذ تسع سنوات كاملة، وعدم ارتباط الثانية بالمهنة من الأصل.
وعبر العشرات من الصحافيين في مصر عن غضبهم جراء محاولة تسجيل النائبين في جداول النقابة عن جريدتي "اليوم السابع" المملوكة للمخابرات، و"الأهالي" التابعة لحزب "التجمع" الموالي للنظام، بزعم عملهما في وظيفة "الديسك" على خلاف الحقيقة، وبالمخالفة لأحكام الدستور واللائحة الداخلية لمجلس النواب، التي تشترط تفرغ عضو المجلس لمهام العضوية، وعدم ممارسته أي نشاط مهني أو تجاري أثناء انعقاد الفصل التشريعي.
وفي غروب "أخبار نقابة الصحافيين المصريين" المغلق بموقع "فيسبوك" فنّد صحافيون كثر ادعاءات ممارسة بدر ومارسيل للعمل الصحافي، أو ارتباطهما بالمهنة خلال السنوات الأخيرة، في وقت يمتنع فيه مجلس النقابة عن قيد المئات من الصحافيين المشتغلين بالمهنة بحجج واهية، ويعتمد أوراق النائبين في البرلمان "إرضاءً للأجهزة الأمنية".
وفي إشارة إلى تلقي بدر أموالاً من دولة الإمارات، خلال فترة تأسيسه ما عُرف بـ"حركة تمرد"، الداعية لإطاحة حكم الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي عام 2013، كتب الصحافي ناصر جابر متهكماً "أخذتوا المناصب والكراسي والدولارات... سيبوا لنا النقابة يا سيناتورات"، وقال وسام العطار "لا بد من استدعاء رئيس تحرير جريدة اليوم السابع أكرم القصاص إلى النقابة، لأداء القسم أمام لجنة القيد بأن سيادة النائب يعمل لديه كديسك!".
وقال الصحافي محسن هاشم "أوقفوا هذه المهزلة فوراً، وكفاية فضائح وسط النقابات الأخرى... انضمام محمود بدر ومارسيل صدقي للنقابة أفقد شباب الصحافيين الأمل في كل شيء... وسأقود حملة لجمع التوقيعات من الزملاء أعضاء النقابة لتقديمها للجنة القيد لوقف هذه المهزلة".
قال الصحافي مصطفى بركات "حد يعرف النائبة مارسيل سمير صحافية في أي ملف... بالمناسبة الكل مركز مع محمود بدر، لكن سيادة النائبة متقدمة لنفس لجنة القيد"، مضيفاً "إحنا نعمل جدول جديد غير تحت التمرين والمشتغلين في النقابة، ونسميه: جدول تنسيقية شباب الأحزاب!".
وقال أحمد وجيه: "شوف يا أخي لما تكون مجرد زميل عادي بدون أي مجاملة أو محاباة، حتى الصور بتظهر فيها لوحدك رغم إن معاك العشرات من الزملاء الآخرين... لاء ده كده نطمئن من البداية المبشرة دي". وقال أحمد كامل: "أعرف ناس شاطرين مارسوا وأجادوا في المهنة، لكنهم لم ينضموا لعضوية النقابة بسبب الفصل غير المبرر... وحرام الناس اللي بتمارس المهنة حتى اللحظة محرومة من العضوية بسبب الظلم، وناس تانية تبقى أعضاء لمجرد أنهم نواب في البرلمان".
فيما قالت نيرمين إبراهيم: "يوجد زملاء كثيرون يستحقون القيد في النقابة، وهم على درجة عالية من المهارة والاحترافية... ومن الظلم أن يلتحق المدعو محمود بدر على حساب هؤلاء الزملاء الذين لم يحالفهم الحظ بسبب المجاملات... وقد التقيت بدر في أحد المؤتمرات، وقال لى بكل ثقة إن مجموعة (تمرد) كلها ستلتحق بنقابة الصحافيين عن طريق جريدة اليوم السابع!".
وقال المصور الصحافي المخضرم عبد الوهاب السهيتي: "نقابة الصحافيين لأهلها، وليست للنواب... شباب الصحافيين عاجزون عن الالتحاق بنقابتهم لسنوات طوال... وحقيقي اللي اختشوا ماتوا".
يذكر أن القانون رقم 76 لسنة 1970 الخاص بإنشاء نقابة الصحافيين اشترط لعضوية النقابة أن يكون المتقدم صحافياً محترفاً، وأن يباشر بصفة أساسية ومنتظمة مهنة الصحافة، ويتقاضى عن ذلك أجراً ثابتاً، وألا يباشر مهنة أخرى، وأن يكون قد أمضى مدة التمرين بغير انقطاع، وكان له نشاط صحافي ظاهر خلالها، وهي الشروط التي لا تنطبق بطبيعة الحال على كل من بدر ومارسيل.