مصوّرون عراقيون يبرزون معالم بلدهم

29 يناير 2022
المصورون الثلاثة (فيسبوك)
+ الخط -

إلى جانب عملهم في التصوير الصحافي، يقوم عدد من المصورين العراقيين في مدينة كربلاء جنوبي البلاد، على فريق كامل مهمته توثيق معالم العراق الحضارية والتاريخية والجغرافية، ونقلها إلى العالم بشكل وطريقة احترافية، ضمن عمل تطوعي يهدف لسد النقص الكبير الحاصل في هذا الإطار، وبما يمكنه من مساعدة السياحة الداخلية والخارجية على الانتعاش.

الفكرة التي تحولت إلى مشروع تصوير ضخم يشمل أغلب مدن العراق وبآلاف الصور الجميلة وعشرات المعارض الفنية لم تعد تقتصر على التصوير فقط، إذ إن أعضاء الفريق يتجهون إلى تعليم حرفة التصوير وتنمية مهارات الشبان. وأقام الفريق إلى الآن 38 معرضاً في مختلف المحافظات العراقية وكذلك الدول العربية والأوروبية، وحصلوا على جوائز عدة، وفقاً لما يقوله رئيس الفريق، المصور فاضل المياحي، لـ"العربي الجديد".

مصورون عراقيون يبرزون معالم بلادهم (فيسبوك)
أقام الفريق 38 معرضاً في مختلف المحافظات العراقية وكذلك الدول العربية والأوروبية (فيسبوك)

ويضيف المياحي أن "عملنا الصحافي والتوثيقي، جعلنا نفكر في تأسيس الفريق، إذ وجدنا نقصاً كبيراً في الدعم التوثيقي للمعالم الأثرية والسياحية والتراثية، لأن كلّ ما هو موجود عبارة عن صورٍ قديمةٍ أو سيئة وصغيرة لا تلبّي طموح التحوّل الفنّي والإبداعي الذي يشهده العراق".

ويوضح "أسّسنا الفريق عام 2013 وأقمنا لغاية الآن 38 معرضاً مختلفاً في العديد من المناطق والمدن العراقية، وكذلك خارج العراق كلبنان والسويد وفرنسا وإيران وغيرها". ويؤكد المياحي أن الفريق ومن أجل إشاعة فن التصوير أخذ على عاتقه تطوير المهارات لهواة التصوير فضلا عن إقامة الورش العديدة للمصورين الشباب في كيفية التعامل مع الكاميرا وزوايا التقاطها وأهمية الأماكن التي تصور، بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي.

الفريق وثّق مواقع مختلفة بأكثر من 10 آلاف صورة

ويقول المصور الصحافي ذياب الخزاعي إن الفريق أخذ على عاتقه تصوير كل ما له علاقة بالحضارة والآثار الموزعة على مساحة الأرض العراقية. ويضيف: "الفريق ومنذ سنوات يجوب المدن العراقية والأماكن الأثرية المشهورة وغير المشهورة، المكتشفة وغير المكتشفة، وهذه المهمة رغم صعوبتها وتكاليفها المالية، ترافقها حملة إعلامية نقوم بها من خلال مؤسساتنا التي نعمل فيها وكذلك التعاون مع منظمات المجتمع المدني، بإقامة الورش والمعارض الفرعية وكذلك إقامة المحاضرات لأعضاء هذه المنظمات للتعريف بالسياحة والمواقع الآثارية"، مشيراً إلى أنّ "الفريق وثّق حتى الآن مواقع مختلفة في 11 محافظة بما فيها محافظات في إقليم كردستان، بما يصل الى أكثر من 10 آلاف صورة. كما وثّق أكثر من 190 موقعاً أثرياً وتراثياً وعادات وتقاليد شعبية موروثة داخل العراق". ويؤكد أنّ بعض الصور تحوّلت الى مادّة في وسائل الإعلام العربية والعالمية واسعة الانتشار.

ويذكر الخزاعي أن الفريق لا يقتصر عمله على الصورة الفتوغرافية فحسب، بل ينتج أفلاماً في الكثير من المناسبات التي يشهدها العراق سواء منها فنية أو إرشادية وتوعوية كما في جائحة كورونا، وكذلك أفلام عن المعارك التي كانت تدور بين القوات الأمنية والعناصر الإرهابية.

مصورون عراقيون يبرزون معالم بلادهم (فيسبوك)
وثّق الفريق أكثر من 190 موقعاً أثرياً وتراثياً وعادات وتقاليد شعبية موروثة داخل العراق (فيسبوك)

ويتحدث عضو الفريق حكمت العياشي عن عملهم، قائلاً إنّ "الفريق يعمل بشكلٍ خاص ولا توجد جهة تدعمه، بل إن شراء الكاميرات الحديثة يكون على حساب أعضاء الفريق، والمعارض التي أقمناها سواء بشكلٍ شخصي أو بالتعاون مع الجهات المنظمة فإن العمل كلّه من الجيب الخاص، رغم أن الفريق حصل على جوائز عالمية تعود كلها إلى محافظة كربلاء خاصة والعراق عامة".

وعن الجوائز التي حصل عليها الفريق، يقول "حصلنا على جوائز في مسابقة السفير الدولي، والمركزين الأول والثالث والجائزة التقديرية في مسابقة ومهرجان حبيب الله الدولي، إضافةً إلى حصول الفريق على الجائزتين الأولى والثانية في مسابقة الحضارة والتراث التي أقامتها (ويكيبيديا) برعاية السفارة الأميركية، والجائزتين الثانية والثالثة في مسابقة ملبّون التي أقامها المركز العالمي للثقافة والفنون، إضافة الى توثيق صورنا في الجزء الثالث من كتاب (من العراق) الذي جسد الدمار الحاصل في مدينة الموصل بعد تحريرها".

مصورون عراقيون يبرزون معالم بلادهم (فيسبوك)
يطالب الفريق بتسهيل مهامه في المحافظات للاستمرار في التصوير (فيسبوك)

وعن مطالبهم، يقول العياشي إن الفريق يريد دعم الحكومة العراقية أو وزارة الثقافة لطبع كتاب يحمل كلّ الصور الجديدة، ليكون دليلاً سياحياً لكل محافظة، وأن يسهل قبلها حركتنا في المحافظات للاستمرار في تصوير الأماكن التي نراها سياحية وغير سياحية. ويؤكّد أنّ الفريق مستمر أيضاً بمرافقة الوفود السياحية وأعضاء منظمات المجتمع المدني لتوثيق الرحلات التي تعدّ جزءاً من الفعل السياحي.

المساهمون