مطالبة المصورة شيرين عابدي بالاعتذار بعد تضامنها مع الفلسطينيين

27 أكتوبر 2024
المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي (فيسبوك)
+ الخط -

واجهت المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي موجة انتقادات بعد قولها عبارة "فلسطين حرة" أثناء تسلمها جائزة من الجمعية الألمانية للتصوير الفوتوغرافي (DGPh) في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقد عبّر بعض أعضاء الجمعية عن استيائهم واعتبروا تصريحاتها "تحريضًا ضد إسرائيل"، ما أثار جدلًا داخل الأوساط الثقافية في ألمانيا حول حرية التعبير وحدود السياسة في الفعاليات الثقافية.
تعد الجمعية الألمانية للتصوير الفوتوغرافي التي تأسست عام 1951، كيانًا ثقافيًا بارزًا في ألمانيا يكرم المبدعين في مجال التصوير، وتضم عضويتها أكثر من 1100 شخص. خلال حفل توزيع الجوائز الأخير، كُرّمت شيرين عابدي بجائزة تنويه خاص عن مشروعها البحثي حول تجارة الآثار المنهوبة من جنوب غرب آسيا، إلا أن كلامها السياسي عن فلسطين خلال الحفل أثار استياء بعض الحاضرين المناصرين للاحتلال الإسرائيلي، ومن بينهم رئيس قسم الفن والقانون في الجمعية توماس غيرويرز، الذي طالبها بتقديم اعتذار رسمي.
وجاء في رسالة وجهها غيرويرز إلى عابدي، ونشرها أيضًا في مجموعة على منصة فيسبوك تابعة للجمعية: "بصفتنا مجتمعًا ثقافياً ألمانياً، تقع علينا مسؤولية خاصة عن حق دولة إسرائيل في الوجود دون شروط". وأعرب عن "ذهوله" مما وصفه بـ"التصريحات السياسية غير المناسبة"، مشيرًا إلى أن الحفل شهد أيضًا منح جائزة تحمل اسم المصور الصحافي الألماني إريك سالومون، الذي قضى في الهولوكوست، في إشارة إلى ارتباط الجمعية الوثيق بدولة الاحتلال الإسرائيلي.

هذا الموقف المساند للاحتلال، مع استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتكثيف العدوان على لبنان، جاء متسقاً مع الموقف الألماني الرسمي، وموقف المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية الألمانية التي تعتبر كل تلميح إلى الإبادة أو كل حديث عن فلسطين، أمراً ممنوعاً وخاضعاً للرقابة.
من جهتها، أوضحت شيرين عابدي في تصريحات خاصة لوسائل الإعلام أن مشروعها ينبع من اهتمامها بتوثيق معاناة المجتمعات تحت الاحتلال. وأشارت إلى تجربتها أثناء زيارتها لمواقع أثرية نُهبت في جنوب إيران، معتبرة أن من واجب المصورين الوثائقيين تسليط الضوء على الظلم. وأضافت: "أعتقد أن الصمت حيال قضايا حقوق الإنسان يشكل خطرًا على المجتمع ككل".
التوترات التي أثارتها تصريحات شيرين عابدي تعكس "اتجاهاً متزايداً" في ألمانيا لقمع الأصوات المنتقدة لإسرائيل، حيث شهدت المؤسسات الثقافية في برلين خلال العام الماضي إجراءات مشددة ضد تلك الأصوات.

المساهمون