معبد إسنا الأثري: نقوش تكشف عن أسرار قدماء المصريين خلال العصر البطلمي

21 أكتوبر 2024
جدران معبد إسنا الأثري في الأقصر، 21 أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشفت بعثة آثار مصرية ألمانية عن تفاصيل جديدة في معبد إسنا الأثري، مما يساهم في فهم أسرار المصريين القدماء خلال العصر البطلمي، وذلك ضمن مشروع لترميم وتوثيق المناظر المرسومة على جدران وأعمدة المعبد.

- استعاد المشروع ألوان السقف الفلكي والأعمدة الداخلية، وكشف عن تفاصيل تصميمات الملابس والتيجان الخاصة بالملك والآلهة، بالإضافة إلى مناظر كهنة معبد إسنا وهم يحملون المركب المقدس للإله خنوم.

- أكد وزير السياحة والآثار المصري دعم الوزارة للمشروع، مشيراً إلى أهمية هذه الاكتشافات في تحسين تجربة السياحة الثقافية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر.

تمكّنت بعثة آثار مصرية ألمانية مشتركة من المجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنغن، من الكشف عن تفاصيل جديدة في المناظر التي تزين جدران وأعمدة معبد إسنا الأثري جنوبي الأقصر، مما يساهم في الكشف عن مزيد من أسرار المصريين القدماء خلال العصر البطلمي.

ووفق بيان اليوم الاثنين، جاء هذا الكشف في إطار استكمال مشروع تسجيل وتوثيق وترميم المناظر المرسومة على جدران وأعمدة المعبد. وبدأ هذا المشروع منذ ست سنوات بهدف إزالة عوامل الزمن عن جدران وأعمدة المعبد وتسجيل وتوثيق وترميم المناظر الموجودة عليها، والتي استعادت ألوانها الأصلية بعد الانتهاء من أعمال تنظيفها من الأوساخ والأتربة التي كانت تغطي جزءاً كبيراً منها. وأشار البيان إلى أنه من أهم هذه الأعمال استعادة ألوان السقف الفلكي بالكامل وتلك الموجودة على الأعمدة الداخلية للمعبد.

وطبقاً للبيان، تمكّن فريق من المرممين من الكشف عن تفاصيل تصميمات الملابس الخاصة بالملك والآلهة الخاصة بإسنا، وتيجانهم وعروشهم، والتي ظهرت لأول مرة أثناء تنظيف بعض النقوش الموجودة على الجدار الداخلي الجنوبي، وكذلك الجزء الجنوبي من الجدار الخلفي الغربي للمعبد.

وثمّن وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، أعمال الترميم، مؤكداً استعداد الوزارة لتقديم كل سبل الدعم للانتهاء من أعمال المشروع، والحفاظ على تراث مصر الحضاري، والتعرف على المزيد من أسرار التاريخ المصري القديم، مما يساهم في تحسين تجربة السياحة الثقافية.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أن من أهم المناظر التي كُشف عنها أثناء أعمال المشروع هو ذاك الذي يصور كهنة معبد إسنا وهم يحملون المركب المقدس للإله خنوم، إله إسنا في ذلك الوقت، ويخرجون بها في موكب إلى خارج المعبد حتى يتمكن أهل المدينة من رؤية مقصورة الإله الذي يظل مختفياً داخل المعبد طوال العام.

احتفاء بتفاصيل معبد إسنا

قال رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، هشام الليثي، إن كل التفاصيل المرسومة على الجدران والتي كُشِف عنها تشكّل جزءاً لا يتجزأ من مشاهد القرابين التي تغطي الجدران الداخلية للمعبد، إذ إنه حتى الآن لم تكن النصوص الهيروغليفية والنقوش معروفة، إلا أن زخارف كراسي العرش لها معناها الخاص. وأشار الليثي إلى منظر لتقديم القرابين يصوّر مئزر الملك به نبات البردي في الأعلى رمزاً لمصر السفلى ونبات الزنبق في الأسفل رمزاً لمصر العليا مما يشير إلى أن الملك هو حاكم شطري البلاد.

وأعرب رئيس البعثة من الجانب الألماني، كريستيان لايتز، في البيان عن سعادته بما وصلت إليه البعثة من تقدم ملموس في إظهار الألوان الأصلية للمعبد، لافتاً إلى أن البعثة سوف تستأنف أعمالها في الشهر المقبل لتنظيف الجزء الخارجي من الأعمدة الستة الأمامية للمعبد.

يُذكر أن مشروع ترميم معبد إسنا بدأ في عام 2018، ونجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية خلال سنوات العمل الماضية في استعاد نقوش وألوان السقف والتي تصور الأبراج السماوية والمعبودة نوت، وكذلك الأعمدة الداخلية والتي يبلغ عددها نحو 18 عمودا من أصل 24 عموداً.

(وكالة الأنباء الألمانية)

المساهمون