في البلدة القديمة في سوق النجارين في الناصرة، افتتح مساء الخميس معرض عنوانه "كل صورة حكاية"، عن الحياة في المدينة الفلسطينية قبل النكبة، وذلك في مبنى جمعية إنماء.
يتميز مبنى جمعية إنماء بطرازه المعماري العريق، إذ كان منجرة في الماضي. والمعرض يمثل أحداثاً زمنية مفصلية شهدتها المدينة، فالصور التقطت منذ عام 1858 حتى 1970.
عند التجول في المعرض، تهامس الزائرون أسماء الأحياء والأسواق التي ما زالت صامدة رغم أفول عزّ مهن النحاسة والنجارة مع تطور الزمن، وتمتعوا بالصور التي تظهر شخصيات معروفة في الناصرة.
يضم المعرض عشرات الصورة التي جمعت من مؤسسات وأرشيفات عدة، وفيها سوق النجارين والحدادين وسوق يوم الإثنين، وصوراً لمصنع الدخان قبل النكبة، وصوراً لشخصيات في المدينة، بينها ما التقط لمديرات مدارس، ولأبو حافظ الحلواني الذي اشتهر في صنع الهريسة، وصوراً عامة للناصرة، ومنها لعين العذراء.
أشرف على المعرض فريد ضاهر، ابن الناصرة، الذي يعمل في توثيق وجمع الصور والأفلام التاريخية الفلسطينية. وهو ملمّ بتفاصيل حكاية الصور في المعرض.
ولد ضاهر في البلدة القديمة في سوق النجارين في الناصرة، وقال متحدثاً لـ "العربي الجديد": "كل صورة تحمل حكاية وذكريات. هذه الصور تدحض ادعاء الصهاينة بأنهم جاؤوا إلى أرض بلا شعب ليعطوها لشعب بلا أرض. بلادنا كانت عامرة سياسياً واقتصادياً وتجارياً".
وأضاف أن الصورة الأحب إلى قلبه هي واحدة عامة للمدينة التقطت عام 1900، إذ تظهر منزله إلى جانب منزل القاضي محمد نمر الهواري والمستشفى الفرنسي التاريخي وغيرها من معالم الناصرة.
وميّزت صالة المعرض صورة من سنة 1965، لثلاث نساء أنيقات قياديات كن مديرات مدارس حكومية، وهن فهيمة جرجوره وأولجا سليمان ووسيلة رزق.
وقال مدير جمعية إنماء عماد بدرة: "هذا المشروع هو من المشاريع الثقافية الهادفة إلى الحفاظ على ذاكرة المكان والذاكرة الجماعية والتاريخ الشفوي".
وتحدثت المتطوعة في الجمعية نورهان زغايرة عن دور الجيل الشاب في حفظ هذا التاريخ، وقالت: "هذا المعرض يعني لي الكثير، إذ يعزز الانتماء إلى أرضنا وجذورنا وهويتنا الفلسطينية".