استمع إلى الملخص
- من بين أكثر من 1500 مشاركة، تم اختيار عشر متسابقات للنهائيات بما في ذلك شخصية افتراضية عربية، مبرزة التنوع والابتكار في تطوير الشخصيات الافتراضية والقدرات الإبداعية للذكاء الاصطناعي.
- الجدل حول المسابقة يعكس قضايا التحيز والنمطية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يدعو إلى ضرورة التفكير النقدي وتطبيق الأنظمة بطرق تعزز التنوع والشمولية وتعكس قيمًا إيجابية.
بينما يتسلل الذكاء الاصطناعي إلى مختلف نواحي الحياة، تُنظَّم مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي Miss AI لأول مرة، حيث يُحكَم على متسابقات لسن إلا روبوتات طورن باستخدام هذه التقنية بناءً على "جمالهن" بالإضافة إلى معايير أخرى، وذلك للحصول على فرصة الفوز بتاج الملكة وجائزة مالية، وسط جدل بشأن معايير الجمال واتهامات بترسيخ النمطية.
عربية بين المتسابقات
اختيرت عشر متسابقات من بين أكثر من 1500 مشاركة للوصول إلى نهائي مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي المقرر تنظيمها في نهاية يونيو/حزيران وستبَث عبر الإنترنت، بتنظيم من The Fanvue World AI Creator Award. وستُمنَح الفائزات في المراتب الثلاث الأولى جوائز قيمتها أكثر من 20 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى برامج وخدمات علاقات عامة وغيرها. وسيحكم على "المتسابقات" صانعا المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي أيتانا لوبيز وإميلي بيليفريني، ورجل الأعمال أندرو بلوخ، والمؤرِّخة سالي آن فوسيت.
وفي القائمة النهائية للمسابقة شخصية افتراضية عربية، هي كنزة ليلي، التي تعرّف نفسها بأنها أول شخصية مغربية افتراضية مطوَّرة بالذكاء الاصطناعي. كما تشارك في المسابقة الشخصيات الافتراضية أوليفيا سي من البرتغال، آن كردي ولالينا من فرنسا، زارا شاتافاري من الهند، آيانا رينبو من رومانيا، سيرين آي وأسينا إليك من تركيا، إليزا خان من بنغلاديش، وإيليا لو من البرازيل.
جدل بشأن معايير جمال الذكاء الاصطناعي
يعد هذا الحدث فرصة لعرض وإزالة الغموض حول القدرات الاستثنائية لهذه التكنولوجيا، لكن بالنسبة للآخرين، فهو يمثل انتشاراً إضافياً لمعايير الجمال غير الواقعية المرتبطة غالباً بالقوالب النمطية العنصرية والجنسانية، التي يغذيها العدد المتزايد باستمرار من الصور المحسَّنة رقمياً عبر الإنترنت.
وتقدّم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأبرزها تلك التي طورتها "ميدجورني"، و"ستيبل ديفيوجن"، وDALL-E، أجوبة دقيقة حول كيفيها تعريفها للمرأة الجميلة: وجه شاب، وبشرة صافية وناعمة، وعظام خد بارزة، ومكياج كثيف، وشعر طويل مجعد قليلاً، وثديان مستديران، وأرداف نحيفة، وفستان مصمم مع صدرية مثيرة، وغيرها، وفق بحث أجرته صحيفة واشنطن بوست أخيراً.
وفي تكرار لواقع معظم الفائزات في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية الحديثة منذ بداية المسابقة عام 1921، معظم المتسابقات من البيضاوات والنحيفات ولهن شعر طويل وملامح متناسقة. وقد تسرّبت التحيزات العنصرية والجنسانية المتأصلة في معايير الجمال أيضاً إلى برامج الذكاء الاصطناعي، التي تدرّبت على محتوى الإنترنت الغارق في هذه الصور النمطية، وهو ما يختزل الجمال في نموذج مثالي متجانس. تقول الباحثة في مركز ليفرهولم لمستقبل الذكاء في جامعة كامبريدج كيري ماكينيرني، لشبكة سي أن أن: "أعتقد أننا بدأنا نفقد الاتصال بشكل متزايد بالشكل الذي يبدو عليه الوجه غير المعدَّل".
من جانبه، يقول الموقع الرسمي للمسابقة إن لجنة التحكيم ستختار الفائزات بناءً على مقاييس الجمال "الكلاسيكية"، بما في ذلك جمالهن وتوازنهن وإجاباتهن الفريدة على سلسلة من الأسئلة، مثل "إذا كان لديكِ حلم واحد لجعل العالم مكاناً أفضل، فماذا سيكون؟"، لكن سيتم الاختيار أيضاً بناءً على معايير التقنية والتأثير.
وتوضح المسابقة أن المتسابقين سيكسبون أيضاً نقاطاً مقابل مهاراتهم وتطبيقهم لأدوات الذكاء الاصطناعي المستخدَمة لإنشاء المتسابقات وتفاصيلها المرئية، مثل الأيدي والعيون والخلفيات. كما ستقيّم اللجنة التأثير الاجتماعي لصنّاع الذكاء الاصطناعي بناءً على أرقام تفاعلهم مع المعجبين ومعدل نمو الجمهور وكيفية استخدام المنصات الأخرى مثل "إنستغرام".