- تحت إدارة المخرجة وفاء جميل، يهدف المهرجان لإبراز الثقافة الفلسطينية وتعزيز التبادل الثقافي، مع عرض 15 فيلمًا يسلط الضوء على الهوية والواقع الفلسطينيين، ويسعى لمنح الثقافة الفلسطينية مساحة في المشهد الثقافي السويدي.
- رغم تحديات التمويل وتأجيل الإطلاق بسبب أوضاع غزة، استمر المهرجان بدعم من المجتمع والشركاء، مع تخصيص عائدات لدعم العائلات في غزة وصانعي الأفلام الشباب، مؤكدًا على دوره الثقافي والإنساني وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.
يواصل مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية (NPFF)، التنقل بين مختلف مدن السويد، وقد حط أخيراً في مالمو، على أن يغادرها اليوم الاثنين، نحو وجهة سويدية جديدة.
بدأت فعاليات المهرجان في 16 مارس/ آذار الحالي في ستوكهولم، ثم بدأ رحلته نحو المدن المختلفة، وهي الرحلة التي تستمر حتى 27 إبريل/ نيسان المقبل، ويحط في مالمو، وويتبوري، وهاريسونبورغ، وأوبسالا، وغيرها. في حين تتواصل التحضيرات لنقل فعالياته أيضاً باتجاه مدن في الدنمارك والنرويج، بالتعاون مع فنانين وناشطين متضامنين مع القضية الفلسطينية.
المهرجان هو أحد مشاريع شركة سرد فلمز أب (Sard Film AB)، برعاية السفارة الفلسطينية في السويد، وبالتعاون مع كل من فيلم سنترم (Filmcentrum Risk)، ومؤسسة "أ ب ف" (APF)، و"رو فلمز" (RåFILM)، واتحاد المرأة الفلسطينية في السويد، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وسينما زيتا الشعبية (Zeta Folkets Bio)، وبيت التضامن (Solidaritetshuset)، ومشروع باسل زايد للموسيقى.
وأشارت المخرجة الفلسطينية وفاء جميل، مُؤسِّسة المهرجان ومديرته، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "المهرجان الأول من نوعه في الدول الإسكندنافية، يهدف إلى رفع مستوى الوعي عند السويديين عن تاريخ فلسطين وثقافتها، وذلك من الأفلام، والموسيقى المرافقة، والأعمال الفنية الأخرى، كما يسعى المهرجان أيضاً إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السويديين والفلسطينيين والمجتمعات المهاجرة الأخرى".
وشددت جميل المقيمة في السويد: "لدى الثقافة الفلسطينية العديد من القواسم المشتركة مع الثقافة السويدية، والثقافات الأخرى في السويد، ورغم ذلك لم تُمنح سوى مساحة ضئيلة في المشهد الثقافي السويدي".
ويعرض مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية عدداً من الأفلام التي تسلط الضوء على الهوية والواقع الفلسطينيين، وتتناول حيوات الفلسطينيين اليومية، مثل: مواجهة الاستيطان، وتهويد القدس، وجدار الفصل العنصري، وحصار غزة، والعدوان الإسرائيلي تلو الآخر عليها، وغيرها، مشيرة إلى أن إدارة المهرجان ستعمل على ترجمة الأفلام الفلسطينية إلى اللغات الإسكندنافية.
ويعرض في المهرجان 15 فيلماً، ما بين قصيرة وطويلة، أبرزها: "غزّتي" (My Gaza) للمخرج السويدي بيو هولمكفيست، والفيلم القصير "أحلام وطموحات" للمخرج الفلسطيني رشدي السراج الذي استشهد في حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وفيلم "الحياة حلوة" للمخرج الفلسطيني محمد الجبالي، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إدفا)، في دورته الأخيرة، وفيلم "هوامش طاردة" للمخرج الفلسطيني خالد جرّار، وفيلم "إسرائيليزم" (Israelism) للمخرجين الأميركيّين إرين أكيلسمان، وسام إليترسين، ويتناول حكاية شابّين أميركيّيْن ينشآن على حب إسرائيل، ولكن مع الوقت، وحين يلمسان الطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني، تأخذ حياتهما منعطفات جديدة، بحيث تكشف قصصهما عن انقسام عميق بين الأجيال في الولايات المتحدة حول العلاقة مع إسرائيل، وما يمكن تسميته بـ"الهوية اليهودية الحديثة"، التي تصطبغ بالتطرف بوصفه محوراً أساسياً لها. ويُكرّم المهرجان المخرج السويدي بيو هولمكفيست، وكان قد أخرج فيلم "غيتو غزة" عام 1984.
وفي حديثها لـ"العربي الجميل" أشارت المخرجة الفلسطينية إلى أنه يجري العمل على مهرجان الفيلم الفلسطيني للدول الإسكندنافية منذ ثلاث سنوات، "الصعوبة الأكبر تمثّلت في الحصول على التمويل الكافي لإطلاق الدورة الأولى للمهرجان بصورة لائقة، إذ كان من المفترض إطلاقها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن أُجّل بسبب حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وكانت الأولوية هي المشاركة في المسيرات التضامنية الرافضة للعدوان".
وأكدت جميل لـ"العربي الجديد": "تذهب عائدات المهرجان إلى العائلات الفلسطينية في غزة عامة، ولصانعي الأفلام الشباب خاصة".