مهرجان سينمائي في دير البلح... "رغم اللجوء"

24 يوليو 2024
تُعرض الأفلام على جدار مبنى مهدوم (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مهرجان القدس السينمائي الدولي ينطلق غداً في دير البلح بقطاع غزة، تحت شعار "مبدعون رغم اللجوء"، بعرض 22 فيلماً وثائقياً عن جرائم الاحتلال.**
- **المهرجان يواجه تحديات كبيرة، منها استشهاد المصور أبو الهيثم وتدمير آلة العرض، ويهدف إلى مواجهة الموت بالحياة عبر السينما.**
- **المهرجان لن يضم لجان تحكيم هذا العام، وسيكرم المخرجين الـ22، مع بث كلمات مسجلة من المخرج رشيد مشهراوي والمخرجة مي مصري.**

تنطلق، غداً، فعاليات الدورة الثامنة والاستثنائية من مهرجان القدس السينمائي الدولي، في موقع على تماس مع مخيّمات اللجوء والنزوح في دير البلح وسط قطاع غزة، تحت شعار "مبدعون رغم اللجوء"، بالتعاون مع جمعية رؤية شبابية ووزارة الثقافة الفلسطينية، بعرض لـ11 فيلماً من أفلام مشروع "من المسافة صفر"، أنجزها مخرجون من مختلف مناطق القطاع، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ قرابة العشرة أشهر، في حين يختتم في 29 من الشهر نفسه بـ11 فيلماً آخر من أفلام المشروع ذاته، الذي ضمّ 22 فيلماً، أنتجها وأشرف عليها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، برفقة فريق عمل متخصص من داخل القطاع، وفي ظروف صعبة.
في تصريحات إلى "العربي الجديد"، قال مؤسس ورئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي، عز الدين شلح إن القائمين على المهرجان، اكتشفوا أن المصوّر أبو الهيثم، الذي اعتاد توثيق المهرجان بالفيديو في الدورات الثلاث الأخيرة منه، قد استشهد، وإن آلة العرض (البروجيكتور) تعرضت إلى القصف داخل مقر المؤسسة التي كانت تحتويه.
يضيف شلح: "الموت يحاصرنا من كل الجهات، ولإدراكنا بأن السينما فعل حياة، قررنا مواجهة الموت بالحياة، فجاءت فكرة تنظيم هذه الدورة الاستثنائية من مهرجان القدس السينمائي الدولي في تحدٍّ واضح وصريح للاحتلال صانع الموت في غزة وكل فلسطين، وهو ما بدأنا الترتيب له رفقة مجموعة من المثقفين المبدعين، من بينهم سينمائيون وشعراء، إذ انتظمت اللقاءات التحضيرية للمهرجان في مخيمات النزوح، ما يجعل من الأفلام المعروضة وثيقة بصرية شاهدة على جرائم الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة".
يقول شلح إنّ بيتاً مدمراً على مقبرة من مخيم للنزوح في دير البلح سيكون شاشة للعرض. وفي المكان حفرة كبيرة للغاية بعمق يقارب السبعة أمتار تظهر للعيان، أحدثتها صواريخ الاحتلال التي تواصل فعل القتل في منطقة العرض، ما يجعل من هذه التظاهرة موضع أهمية في تعميق الرواية الفلسطينية، ونقل حقيقة ما يحدث من إبادة لكلّ من وما هو في قطاع غزة، إلى العالم، عبر فعالية سينمائية نتحدى فيها الاحتلال من جهة، ونأمل أن تشكل انطلاقة فنيّة لحدث استثنائي يُساهم في نقل ما يحدث إلى العالم.
يشير شلح إلى أن دورة العام الحالي من المهرجان، لن تضمّ لجان تحكيم كما في الدورات السبع الماضية، وأن التكريم سيكون فقط للمخرجين الـ22، إذ يجري الترتيب لحضورهم فعاليات المهرجان في دير البلح، ومناقشة أفلامهم التي صنعوها خلال العدوان المتواصل مع الجمهور الذي يقاسمهم المعاناة ذاتها.

يوضح شلح أنه يجري الترتيب مع المخرج رشيد مشهراوي، لبحث إمكانية بث كلمة مسجلة منه قبل انطلاق عروض أفلام افتتاح المهرجان، علاوة على منح جائزة النقاد للمخرجة الفلسطينية مي مصري، التي قد تشارك بكلمة مسجلة "إن أمكنها وأمكننا ذلك" وهو قرار سبق اندلاع العدوان، والأمر ذاته ينطبق مع الروائي الفلسطيني يحيى يخلف، الذي كان من المقرر أن تحمل جائزة السيناريو اسمه.

المساهمون