استمع إلى الملخص
- مهرجان Unlimited، الذي تشارك واتسون في تأسيسه، يُنظم كل عامين في لندن لدعم الفنانين ذوي الإعاقة، ويشمل مجالات متعددة مثل الرقص والموسيقى والفنون البصرية.
- المهرجان يجذب فنانين عالميين ويقدم 25 عرضاً أدائياً هذا العام، مع توفير بيئة مريحة ومترجمي لغة الإشارة وتكنولوجيا تحويل الكلام إلى نص.
آبي واتسون فنانة بريطانية ومصممة رقصات ومؤدية، تتميز عروضها بالسرعة والمرح. توظف واتسون في عروضها الحركة والصوت والرقص والموسيقى، كما تسعى إلى الجمع بين المتناقضات كما تقول، كالجمال والقبح والهزل والجدية. قدمت عروضها في أماكن عدة في بريطانيا وعواصم أوروبية أخرى، وهي أحد الوجوه المألوفة في عروض الأداء في بريطانيا. بقي أن نذكر أن آبي واتسون مصابة منذ صغرها باضطراب الانتباه وفرط الحركة مع عُسر في تعلم القراءة.
ترى واتسون أن إصابتها هذه قد ساعدتها على تعلم الرقص وألهمتها مسارها الإبداعي الحالي، وهي تتحدى النظرة النمطية للمصابين بالاعتلال العصبي بالعمل على إشراكهم في عروضها التي تعتمد إلى حد كبير على التكيف مع هذه الاختلالات.
أسست واتسون عام 2019 شبكة "الأداء العصبي المتنوع"، وهي مساحة للفنانين الذين لديهم خلل في الاستجابة العصبية لمشاركة مشاريعهم وممارساتهم الإبداعية وتقديم النصح والدعم لهم. كما أنّ آبي واتسون واحدة من أبرز المؤسسين والمُشاركين في مهرجان Unlimited الذي تنطلق دورته السابعة في لندن اليوم وتستمر حتى الثامن من الشهر الحالي.
هذا المهرجان مخصص للفنانين ذوي الإعاقة، ويُنظم كل عامين، ويتيح الفرصة للفنانين الذين يعانون من إعاقات ظاهرة أو غير ظاهرة للمشاركة بإبداعاتهم المختلفة من الرقص والموسيقى والأداء والفنون البصرية، وغيرها من مجالات الإبداع الأخرى.
تأسس المهرجان عام 2012، كجزء من الأنشطة الثقافية المُصاحبة لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي أقيمت في لندن في نفس العام. نظمت الدورة الأولى للمهرجان في مركز ساوثبانك (Southbank) في لندن، ويحظى بدعم مجلس الفنون في المملكة المتحدة والمجلس الثقافي البريطاني. وبفضل هذا الدعم، اجتذب المهرجان القدرة على الاستمرار والتمدد، حتى أصبح واحداً من أهم الأنشطة الثقافية التي تنظم في بريطانيا، كما انفتح دولياً بتخصيص دعوات للفنانين ذوي الإعاقة من خارج بريطانيا.
بلغ عدد الدعوات المقدمة لفنانين من خارج بريطانيا هذا العام نحو 100 دعوة لفنانين من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا والأميركيتين. كما زادت قيمة الجوائز التي يمنحها المهرجان للفنانين المُشاركين مع الوقت حتى بلغت مليون جنيه إسترليني في دورته الأخيرة.
يتضمن المهرجان برنامجاً ممتداً لدعم الفنانين ذوي الإعاقة بإتاحة مهن مُستدامة لهم ومنحهم الفرصة لتطوير وتقديم أعمالهم محلياً أو دولياً. ويضم هذا العام 25 عرضاً أدائياً، إلى جانب العروض الموسيقية والمعارض الفنية النوعية التي ستتاح للجمهور على مدى أربعة أيام متواصلة. يُشارك في عروض المهرجان هذا العام نحو 150 من الفنانين ذوي الإعاقة إلى جانب المُشاركين الآخرين في جلسات الحوار والنقاشات التي ستنظم على هامش التظاهرة.
هذا العدد الكبير من العروض الفنية لفنانين ذوي إعاقات مختلفة ومن خلفيات ثقافية مُتعددة، يجعل من هذا المهرجان الاستثنائي أكبر تجمع من نوعه للفنون الخاصة بذوي الإعاقة. لا يقتصر الأمر على كثافة الحضور والمُشاركة فقط، بل يتعلق كذلك بالكيفية التي يدار بها المهرجان، بالحرص على جعله مساحة آمنة لكافة المُشاركين.
يمكن كذلك لمن أراد من المُشاركين ارتداء قلادة بيضاء كعلامة على أن الشخص لا يريد أن يُصوَّر، كما تتوفر الكراسي المتحركة لمن أراد. هناك أيضاً غرفة تسمى "مساحة الراحة العامة"، وهي غُرفة هادئة مانعة للضوضاء يمكن للجميع استخدامها، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من اختلالات عصبية يحتاجون إلى وقت لأخذ استراحة من الوجود بين الحشد، أو يشعرون بالإرهاق وسط الضوضاء والزحام.