اتهم أكثر من 200 موظف في "فيسبوك" من جميع أنحاء العالم الشركة بإجبارهم على العودة إلى المكتب على الرغم من مخاطر الإصابة بكوفيد-19. وكان "فيسبوك" قد قال في أغسطس/آب الماضي إنّ الموظفين يمكنهم العمل من منازلهم حتى ضيف 2021 المقبل، لكن يبدو أنّه لا يلتزم بذلك بحسب موظفيه.
ففي رسالة مفتوحة أعدتها شركة المحاماة البريطانية "فوكسغلوف" التي تعمل على قضايا السياسة التقنية، ونشرت أمس الأربعاء، قال الموظفون إنّ "فيسبوك" "يخاطر من دون داع بحياة الموظفين من أجل الحفاظ على الأرباح"، داعين إياه إلى تغييرات للسماح بمزيد من العمل عن بعد وتقديم مزايا أخرى لهم.
وتم توجيه الرسالة إلى الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، ورئيسة العمليات شيريل ساندبرغ، بالإضافة إلى رؤساء شركتي أكسنتشر وسي بي أل. وكان أكثر من 170 من الموقعين عليها مجهولين.
من جهته، قال "فيسبوك" إن "غالبية المراجعين للمحتوى العالمي البالغ عددهم 15 ألفا يعملون من المنزل وسيواصلون القيام بذلك طيلة مدة الوباء"، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
لكن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يعتمد على آلاف المتعاقدين، الذين يعملون رسميا لدى شركات أخرى مثل أكسنتشر وسي بي أل، لاكتشاف المواد الموجودة على الموقع والتي تنتهك سياساته،
وقال الموظفون إن "الإجبار" على العودة إلى المكتب جاءت بعد جهود "فيسبوك" للاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف المنشورات التي تنتهك سياساته مثل البريد العشوائي وإساءة معاملة الأطفال والمعلومات المضللة. وأضافوا: "فيسبوك يحتاجنا. لقد حان الوقت لكي تعترفوا بهذا وتقدروا عملنا. إن التضحية بصحتنا وسلامتنا من أجل الربح أمر غير أخلاقي".
وقال فيسبوك إن المراجعين يمكنهم الوصول إلى الرعاية الصحية وإنه "تجاوز الإرشادات الصحية بشأن الحفاظ على المرافق آمنة لأي عمل من داخل المكتب". لكن الموظفين قالوا: "قبل الوباء، كان الإشراف على المحتوى أسوأ وظيفة في فيسبوك. لقد خضنا في العنف وإساءة معاملة الأطفال لساعات متتالية. وقد زادت مهمات المشرفين الذين يعملون على محتوى إساءة معاملة الأطفال أثناء الوباء، من دون تقديم أي دعم إضافي لهم... الآن، علاوة على العمل المضر نفسيا، فإن التمسك بالوظيفة يعني الدخول في منطقة ساخنة".
وكانت شركات تكنولوجيّة بينها "آبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"فيسبوك" و"تويتر" قد أعلنت أنها سمحت للموظفين بالعمل من المنزل بسبب جائحة كورونا. لكن لم يكن موقع "فيسبوك" الوحيد الذي أعرب موظفوه عن مخاوفهم بشأن العمل وسط الوباء، إذ تعرضت شركة "أمازون" أيضا لانتقادات شديدة بسبب الظروف في مستودعاتها.