أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الخميس، إدراج موقع دير سانت هيلاريون، المعروف أيضاً باسم تل أم عامر، في قطاع غزة، على لائحة الحماية المعززة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، أن هذه الخطوة تحققت خلال الاجتماع الخاص باتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والاحتلال (اتفاقية لاهاي) التي تتعامل مع حماية التراث الثقافي والآثار أثناء النزاع المسلح والاحتلال من التلف والدمار ومن جميع أشكال الاختلاس.
يقع دير سانت هيلاريون فوق تلة مرتفعة من الرمال على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي مدينة غزة، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات غربي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
وأكدت الوزارة أن "المواقع التراثية والثقافية والمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية وغيرها من الأعيان يجب ألا تُستهدف وتقصف وتدمّر من قوات الاحتلال الإسرائيلي"، ودعت إلى "حماية الممتلكات الثقافية من أخطار الحرب على تراث وحضارة الشعوب".
وشددت الوزارة الفلسطينية على أن "الحماية المعززة للممتلكات الثقافية يجب أن تمنع دولة الاحتلال من العدوان على الممتلكات الثقافية أو المساس بها بأي شكل تحت طائلة المسؤولية الجنائية أمام القضاء الوطني والقضاء الدولي".
وأشارت إلى أن "استخدام الممتلكات الثقافية المشمولة بالحماية المعززة كأهداف عسكرية يعد انتهاكاً جسيماً لأحكام البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي، ويعد جريمة حرب، ويرتب المسؤولية الجنائية".
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تشنّ القوات الإسرائيلية حرب إبادة على غزة، خلفت آلاف الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل 1200 واحتجاز 240 رهينة.
ولم ينج القطاع الثقافي في قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي المتواصل، وقد وثقت وزارة الثقافة الفلسطينية تدمير الاحتلال الإسرائيلي تسع دور نشر ومكتبات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المراكز الثقافية كلياً أو جزئياً عرف منها 21 مركزاً، كما تعرّضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة للتدمير، بما فيها 20 من المباني التاريخية من كنائس ومساجد ومتاحف ومواقع أثرية، وتدمرت أو تضررت 3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في بيان نشرته الوزارة في 6 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، إن "جوهر هذه الحرب قائم على فكرة محاولة إبادة ومحو شعبنا وإزالته وتهجيره؛ لذلك فهي تستهدف كل شيء في قطاع غزة، تستهدف كل مقومات الحياة من البشر والحجر والشجر والماء. فخلال حرب الإبادة هذه يجري استهداف مناحي الحياة كافة وبلا استثناء، وكالعادة فإن استهداف الحياة الثقافية في البلاد جزء من هذه الحرب المستعرة على شعبنا التي تهدف في جوهرها إلى استكمال مخطط النكبة الذي بدأ في عام 1948".
وأضاف أبو سيف أن "الحرب على الثقافة كانت دائماً في صلب الحرب التي شنها الغزاة على شعبنا؛ لأن الحرب الحقيقية هي حرب على الرواية من أجل سرقة البلاد، وما في هذه البلاد من قيمة غنية بآثارها وبكنوزها المعرفية والتاريخية والحضارية وما عليها وعنها من حكايات".