يواجه النازحون في العراق خلال الأيام الجارية معاناة صعبة جرّاء اشتداد البرد والأمطار الغزيرة، مع احتمال تعرضهم إلى كوارث جديدة، خصوصاً مع إمكانية حدوث سيول قادمة من دول الجوار كما حدث في السنوات الماضية.
وأطلق ناشطون وصحافيون عراقيون وسم #أغيثوا_النازحين_وأعيدوهم، في محاولة جديدة لتوجيه أنظار الحكومة العراقية الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، لفتح ملف النازحين وإعادتهم إلى مدنهم الأصلية، ولا سيما أنها حرّرت من تنظيم "داعش" ولا تشهد مخاطر أمنية كبيرة.
وغرّد الصحافي العراقي سيف صلاح الهيتي عبر "تويتر" بالقول إنّ "عودتهم لبيوتهم لا تقل أهمية عن عودة المبالغ المسروقة في سرقة القرن، لو صدقت النوايا لن يمر عليهم هذا الشتاء إلا وهم بين ذويهم معززين مكرمين. #أغيثوا_النازحين_وأعيدوهم".
عودتهم لبيوتهم لاتقل أهمية عن عودة المبالغ المسروقة في سرقة القرن، لو صدقت النوايا لن يمر عليهم هذا الشتاء إلا وهم بين ذويهم معززين مكرمين. #أغيثوا_النازحين_وأعيدوهم.
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) November 28, 2022
من جهته، بيَّن الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي أن "معاناة النازحين لم تنته إلى الآن رغم مرور 7 سنوات على وضعهم المأساوي. القوى السياسية التي وعدت بإعادتهم لم تنفذ وعودها، والمنظمات التي كانت تغيثهم توقفت أيضا عن إغاثتهم بطلب من وزارة الهجرة، وبعض السياسيين يتاجرون بهم وبأوضاعهم".
معاناة النازحين لم تنتهي إلى الآن رغم مرور 7 سنوات على وضعهم المأساوي؛ القوى السياسية التي وعدت باعادتهم لم تنفذ وعودها، والمنظمات التي كانت تغيثهم توقفت ايضا عن إغاثتهم بطلب من وزارة الهجرة، وبعض السياسيين يتاجرون بهم وباوضاعهم.#أغيثوا_النازحين_وأعيدوهم
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) November 28, 2022
ونشر مرصد "أفاد" المعني بالقضايا الإنسانية بياناً شرح فيه أوضاع النازحين، وذكر أنّه "يتابع استمرار معاناة عشرات آلاف المهجرين قسراً من أهالي منطقتي جرف الصخر والعويسات التابعتين لمحافظة بابل، منذ 8 سنوات ويزيد، في سابقة لم يشهد التاريخ المعاصر في العراق لها مثيلاً، تحت أنظار الحكومات العراقية المتعاقبة المتهمة بالتخاذل عن نجدتهم".
وأضاف: "ثمة مئات الآلاف من محافظة الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، نازحون في مخيمات يضربها العوز والجوع والابتزاز الأخلاقي، ويفتقرون لأدنى احتياجاتهم التي وقعت الحكومات العراقية على الالتزام بتوفيرها، وبينها صرف رواتب إعالة اجتماعية وفتح مراكز صحية وتعليمية، وتسكن هذه المخيمات عائلات أغلبيتها من الأرامل والأيتام جراء فقدان المعيلين الذين توزعوا بين قتيل ومفقود وسجين يلفهم النسيان".
بيان#مرصد_أفاد يطلق حملة شعبية لمساعدة مخيمات النازحين ويدعو لإنهاء أزمتهم المستعصية#أغيثوا_النازحين_وأعيدوهم
— مرصد أفاد (@Afada_iraq) November 28, 2022
نرجو الدعم بالنشر
للتبرع من داخل العراق
5213720437647519 ماستر كارد
07723893982 زين كاش
07723893982 موبايل
للتبرع من خارج العراق
واتساب فقط 00905395505304 pic.twitter.com/5dgG0MYIJA
ووثّق المرصد معلوماتٍ عن المخيمات التي يقطنها النازحون، وحصل على شهادات أظهرت معاناتهم ومطالبهم، فيما كشفت الشهادات عن ذوي الأمراض المزمنة والمعاقين الذين يفتقدون لمراكز صحية بالمخيمات.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة العراقية علي عباس جهانكير قد أشار في وقتٍ سابق إلى أنّ "هناك خطة وزارية جديدة خاصة بملف مخيمات النازحين في عموم العراق، من خلال توفير المزيد من الوقود، خصوصاً للمخيمات القريبة من إقليم كردستان، كون الشتاء هناك يكون أكثر برودة".
وأضاف، في حديثٍ صحافي، أن "الخطة تضمنت أيضاً استبدال العديد من الخيم وتوفير الملابس والأغطية الجديدة والمواد الغذائية استعدادا لفصل الشتاء"، مبيناً أنّ "الأيام القليلة المقبلة ستشهد الانتهاء من إعداد الخطة".
ولم تستطع الحكومات المتعاقبة بعد عام 2014، وهو العام الذي شهد اجتياح تنظيم "داعش" عدداً من المحافظات، حسم ملف النزوح، لأسباب متعددة، يتعلق بعضها بسيطرة الفصائل المسلحة على عدد من المناطق الأصلية للنازحين ومنعهم من العودة، أو بسبب تعرض منازلهم للهدم والسلب، من دون تعويضات حكومية، إذ إنّ ملف إعمار المناطق المهدمة التي نزح أهلها ما زال عالقاً، ولم يتمّ تأهيل أغلبها.