"نتفليكس" تطفئ شمعة عاشرة في فرنسا

19 سبتمبر 2024
من فيلم "في أعماق السين" (نتفليكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دخول "نتفليكس" السوق الفرنسي قبل عشر سنوات أثار مخاوف من تأثيرها على "كانال بلاس" ودعمها لصناعة السينما.
- بعد عشر سنوات، أثبتت "نتفليكس" أنها إضافة إيجابية، حيث وصل عدد مشتركيها إلى عشرة ملايين وأطلقت موقعاً يستعرض نجاحاتها.
- ساهمت "نتفليكس" في تعزيز الجاذبية الثقافية والسياحية لفرنسا، وخصصت مساحة للفيلم الفرنسي، مما عزز مكانته عالمياً، مثل فيلم "في أعماق السين".

في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات، نشرت صحيفة لوموند مقالاً أشارت فيه إلى وصول منصة نتفليكس إلى فرنسا، وستة بلدان أوروبية أخرى. تضمّن المقال شرحاً لكيفيّة عمل المنصة، وكيفية الاشتراك فيها والخدمات التي تُقدّمها. لكنه أيضاً، أشار إلى تخوّف العاملين في المجالين السمعي والبصري، خاصة صناع السينما، من دخول "نتفليكس" إلى السوق المحلي الفرنسي. كان هذا التخوّف ناتجاً من توقّع خسارة مجموعة "كانال بلاس" لمشتركيها، وبالتالي تراجع عائداتها، ما سيؤدي إلى خفض مساهماتها المالية في الأعمال الفنية، ولا سيما السينمائية. من المعروف أن مجموعة كانال بلاس هي واحدة من أكبر الداعمين والممولين لصناعة السينما في فرنسا.
قبل أيام، نشرت الصحيفة نفسها مقالاً بعنوان "نتفليكس في فرنسا: عشر سنوات غيّرت وجه المجالين السمعي والبصري". نقلت "لوموند" عن المدير العام لجمعية المؤلفين والملحنين الدراميين، باسكال روغارد، قوله إنّ دخول المنصة إلى فرنسا كان أمراً إيجابياً. وفي شهر يوليو/تموز من عام 2022، وصل عدد مشتركي المنصة في فرنسا إلى عشرة ملايين، وما زال هذا الرقم في تصاعد. ما الذي حصل بين عامي 2014 و2024؟ وكيف نجحت السينما الفرنسية أن تتعايش وأن تستفيد وتُفيد منصة "نتفليكس"؟
احتفالاً ببلوغها السنوات العشر في فرنسا، أطلقت "نتفليكس" موقعاً إلكترونيّاً خاصّاً، استعرضت فيه أهمّ المحطات والنجاحات والتواريخ الفارقة لها في فرنسا. يقترح الموقع مجموعة من الأرقام التي تشير إلى الاستفادة المتبادلة التي تحقّقت بينها وبين عالم السينما والدراما، ولعلّها لم تكن لتحصل من دون مجموعة من القوانين عملت عليها الدولة الفرنسية لمنع تأثير المنصة على الصناعة المحلية؛ منها، على سبيل المثال، الاتفاق المُوقّع في بداية عام 2022 مع منظمات السينما الفرنسية، ويقضي ببدء عرض الأفلام بعد مرور 15 عشراً شهراً من بدء عرضها في صالات السينما. قبل هذا التاريخ، كانت المدة تصل إلى الـ36 شهراً، وفي مقابل خفض هذه المدّة التزمت المنصة الأميركية بإنتاج ما لا يقلّ عن عشرة أفلام في السنة، والاستثمار بمعدّل 40 مليون يورو.
وصل تمويل المنصة للإنتاجات الإبداعية الفرنسية، في عام 2020، إلى الـ100 مليون يورو، وذلك لإنتاج مسلسلات وأفلام ووثائقيات. وفي عام 2023، وصل حجم استثمارات المنصة إلى الـ250 مليون يورو في المجالين السمعي والبصري والسينمائي، منهم خمسون مليوناً في مجال السينما الفرنسية حصراً. يصبّ ثلثا هذه الاستثمارات في دعم الإنتاجات المستقلّ.
تشير "نتفليكس" إلى الدور الكبير الذي تلعبه المنصة في تعزيز الجاذبية الثقافية والسياحية لفرنسا، وهذا ما يؤدي إلى تعزيز الاقتصاد المحلي. فالمشاهدون الذين تابعوا إنتاجات فرنسية على المنصة، ارتفعت احتمالية اختيارهم السفر إلى فرنسا بنسبة ثلاث مرات عن غيرهم. في هذا السياق، تنقل المنصة عن مديرة التسويق والشراكات في وكالة التنمية السياحية الفرنسية، صوفي موندريللون، قولها إن الشراكة بين الوكالة و"نتفليكس" تهدف إلى حثّ المشاهدين إلى اكتشاف فرنسا بطريقة مختلفة، وذلك عبر تتبّع أثر أبطال مسلسلاتهم المفضلة. هذا الكلام ينطبق على الحالة التي خلقها مسلسل "إميلي في باريس"، إذ تحوّلت معه بعض الأماكن في العاصمة الفرنسية إلى نقاط سياحية مستجدّة. صارت اليوم مقصداً وهدفاً لرحلات سياحية إلى المدينة. وهذا ما تثبته أيضًا الأرقام: 63% من مشتركي "نتفليكس" الذين شاهدوا أعمالاً فرنسية، طوّروا رغبة بزيارة الأماكن السياحية والثقافية فيها. أمّا عن الرغبة بتعلم لغة موليير، فازدادت لديهم بنسبة ثلاثة ونصف عن آخرين لم يشاهدوا أعمالاً فرنسية على المنصة.
وإلى جانب الاحتفاء بكثير من الأعمال الفرنسية، خصّصت المنصة مساحة خاصة للفيلم الفرنسي، الذي دخل سريعاً في قائمة أفضل عشرة أفلام عالمية. "في أعماق السين"، الذي يتحدّث عن تهديد سمك القرش لباريس، صار الفيلم الفرنسي الأكثر مشاهدة على المنصة مُتجاوزاً الـ100 مليون مشاهدة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

مخرج وكاتب سيناريو الفيلم، إكسافييه جينز، يقول إن "نتفليكس" لاعب مركزيّ في الصناعة السمعية والبصرية في فرنسا. أمّا الدليل فهو فيلمه الأخير، الذي لم يكن يتوقّع تحقيق نفس التأثير في الدوائر التقليدية.

المساهمون